يفيد استطلاع جديد للرأي أنّ تقدير الكنديين للعمل الذي يقوم به رؤساء حكومات المقاطعات العشر لمواجهة جائحة “كوفيد – 19” يتفاوت بين مقاطعة وأُخرى، مع تسجيل أدنى معدلات الرضا في مقاطعات البراري الثلاث في غرب كندا. وهذه المقاطعات هي، من الشرق، مانيتوبا وساسكاتشيوان وألبرتا.
فقد أظهر الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة “ليجيه” لحساب مؤسسة الدراسات الكندية (ACS – AEC) أنّ 30% فقط من المُستطلَعين في ألبرتا راضون عن العمل الذي يقوم به رئيس حكومة حزب المحافظين المتحد (UCP) في مقاطعتهم جايسن كيني في مجال مكافحة الجائحة.
وهذا أدنى مستوى تأييد لأداء رئيس حكومة مقاطعة في هذا المجال في الاستطلاع الذي أجرته “ليجيه” بين 4 و20 كانون الأول (ديسمبر) الحالي.
يُشار هنا إلى أنّ كيني تعرّض لانتقادات واسعة في الأسابيع الماضية لعدم استجابته لدعوات عديدة لفرض إغلاقٍ للحدّ من انتشار الجائحة في رابع أكبر مقاطعة من حيث عدد السكان (نحو 4,43 ملايين نسمة حسب تقديرات وكالة الإحصاء الكندية) بعد ارتفاع قوي في عدد حالات الإصابة الجديدة فيها بفيروس كورونا المستجدّ المسبِّب لوباء “كوفيد – 19”.
ففي وقت من الأوقات تجاوز عدد الحالات النشطة في ألبرتا عددَها في أونتاريو، كبرى المقاطعات من حيث عدد السكان التي يقطنها نحو 14,73 مليون نسمة.
ونسبة الرضا في مانيتوبا عن رئيس حكومة المقاطعة، برايان باليستر، ليس أفضل بكثير. فرئيس حكومة الحزب التقدمي المحافظ في خامس أكبر مقاطعة من حيث عدد السكان (نحو 1,38 مليون نسمة) حاز على رضا 31% من المستطلَعين في مقاطعته.
يُذكر أنّ حكومة باليستر تعرّضت لانتقادات شديدة كون عدد الإصابات الجديدة بالوباء قياساً بعدد السكان في مانيتوبا كان الأعلى بين كلّ المقاطعات خلال جزء كبير من فصل الخريف.
فقدرات المقاطعة في إجراء اختبارات الكشف عن الفيروس وتتبّع التواصل مع المصابين به كانت في البدء غير كافية لتلبية الطلب المتنامي عليها في ظلّ الارتفاع الحاد في عدد الإصابات الجديدة.
والمقاطعة الوحيدة الأُخرى في كندا التي نال رئيس حكومتها معدل رضا تحت عتبة الـ50%، ودون هذا المستوى بكثير حتّى، هي ساسكاتشيوان، سادس أكبر مقاطعة من حيث عدد السكان (نحو 1,18 مليون نسمة).
فقد قال 39% فقط من المستطلَعين في هذه المقاطعة إنهم راضون عن أداء رئيس حكومة حزب ساسكاتشيوان (Saskatchewan Party) سكوت مو في مجال مكافحة الجائحة.
ويأخذ المعترضون على حكومة هذا الحزب المنتمي ليمين الوسط تأخّرَها في اتخاذ الإجراءات اللازمة للحدّ من زيادة مطّردة في عدد الإصابات الجديدة بالفيروس.
وحاز رئيس حكومة الحزب التقدمي المحافظ في أونتاريو، دوغ فورد، على رضا أكثر بقليل من 50% من المستطلَعين في مقاطعته.
وفي كيبيك، جارة أونتاريو الشرقية وثانية كبريات المقاطعات من حيث عدد السكان (نحو 8,58 ملايين نسمة)، حاز رئيس حكومة حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك (CAQ) فرانسوا لوغو على رضا 55% من المستطلَعين، ودوماً في ما يتصل بالأداء الحكومي في مجال مكافحة الجائحة.
وينتمي الحزب الحاكم في المقاطعة الكندية الوحيدة ذات الغالبية الناطقة بالفرنسية هو أيضاً ليمين الوسط.
وفي بريتيش كولومبيا ترتفع نسبة الرضا عن أداء رئيس حكومة الحزب الديمقراطي الجديد، اليساري التوجّه، جون هورغان، إلى 59%. وهذه المقاطعة المطلة على المحيط الهادي هي الثالثة من حيث عدد السكان (نحو 5,15 ملايين نسمة).
أمّا نسب الرضا الأعلى في استطلاع “ليجيه” فهي من نصيب رؤساء حكومات مقاطعات الأطلسي التي لم تضربها الجائحة بقوة قياساً بما حصل في سائر المقاطعات، وذلك منذ وصول الجائحة إلى كندا في آذار (مارس) الفائت.
والصدارة من نصيب رئيس الحكومة الليبرالية في نوفا سكوشا ستيفن ماكنيل الذي قال 78% من المستطلَعين في مقاطعته إنهم راضون عن أداء حكومته في مكافحة الجائحة.
والمقاطعات الأطلسية هي أصغر أربع مقاطعات كندية من حيث عدد السكان، وهي، من أكبرها إلى أصغرها حسب التعداد السكاني، نوفا سكوشا (نحو 979 ألف نسمة)، ونيو/نوفو برونزويك (نحو 781 ألف نسمة)، ونيوفاوندلاند ولابرادور (نحو 521 ألف نسمة)، وجزيرة الأمير إدوارد (نحو 160 ألف نسمة).
وشمل الاستطلاع 3801 كندياً بالغاً، أي بلغوا سنّ الـ18 فما فوق، وأجرته “ليجيه” على الإنترنت. ولا يمكن تحديد هامش خطأ لنتائج الاستطلاعات التي تُجرى على الإنترنت لأنّ عيّناتها لا تُعتبَر عشوائية.
وفي سياق متصل بلغ العدد الإجمالي لحالات الإصابة بداء “كوفيد – 19” في كندا عند إعداد هذا الخبر 562.426 حالة، بزيادة 5.280 حالة في الساعات الـ24 الأخيرة، من بينها 74.231 حالة لا تزال نشطة و15.278 حالة وفاة و472.917 حالة شفاء.
كما طُلب من المشاركين في استطلاع “ليجيه” تقييم أداء رؤساء حكومات المقاطعات التي يقيمون فيها في مجالات أُخرى، من ضمنها مكافحة التغيرات المناخية ومساعدة الفئات الضعيفة وإدارة المالية العامة.
وفي معظم هذه المجالات حصل رئيس حكومة الحزب التقدمي المحافظ في جزيرة الأمير إدوارد، دنيس كينغ، على أعلى نسبة رضا من قبل المستطلَعين في مقاطعته، فيما حلّ جايسن كيني (ألبرتا) وبرايان باليستر (مانيتوبا) في أسفل القائمة.
فقد حصل كينغ على علامة 8 على 10، تلاه لوغو (كيبيك) بعلامة 7,1، وماكنيل (نوفا سكوشا) بعلامة 6,9. أمّا كيني وبالستر فحصلا على علامتيْ 5,2 و5,3 على التوالي.
(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا / راديو كندا الدولي)