بقلم: فريد زمكحل
توقعت ومازلت أتوقع قيام تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بتنفيذ المزيد من العمليات الارهابية ضد دور العبادة بصفة عامة، والمسيحية منها بصفة خاصة لإفساد فرحة عيد الميلاد المجيد، لخلق حالة من الرعب والفزع بين جموع المؤمنين المسيحيين في الشرق والغرب، وضد كل ما يرتبط بهذه المناسبة ويروج لها سواء من أسواق تجارية أو فنادق عامة أو مراكز إجتماعية، وهو ما يفسر أسباب « تفجير الكنيسة البطرسية في مصر، وقيام البعض بتحطيم شجرة الميلاد المقامة بهذه المناسبة في «مول العرب» بالقاهرة، وما تعرض له أحد الأسواق التجارية الكبرى المتخصصة في بيع أشجار الميلاد ومقتنياتها في مدينة برلين الالمانية من خلال دهس شاحنة كبيرة لحوالي 12 شخصاً وإصابة أكثر من 70 آخرين، وكان يقودها مواطن تونسي لم يتم القبض عليه حتى الآن، ورصدت الحكومة الألمانية مكافأة كبيرة تصل لمائة ألف يورو لكل من يدلي بمعلومات تؤدي للقبض عليه.
ومع كل ما يقع ويدور هنا وهناك بدأت أشعر بالقلق والخوف وعدم الإطمئنان على مستقبل هذا العالم الذي بات مليئاً بكل أشكال العنف غير المبرر سواء في شرقنا التعيس أو على امتداد الكرة الأرضية ، وإذا لم نعمل بحسم وقوة من الآن لمواجهة هذه الأفكار الداعشية لاستئصالها من المنبع، لن ننجح في مواجهة التطرف والإرهاب وحصارهما للقضاء عليهما وعلى كل أشكال العنف المصاحب لهما بشكل نهائي وأودى بحياة مئات الآلاف من الأبرياء وبتشريد وتهجير ملايين البشر من بلادهم.
وفي تقديري أنه لابد من وقفة حاسمة جادة ضد كل من يعلمّ أو يدعو لتكفير الآخر أو قتله لاختلافات عقائدية أو قبائلية أو عشائرية أو مذهبية، والذي أوقن بأنه قد يستغرق بعض الوقت، والبدء من الآن أفضل من الغد تطهيراً للعقول ورحمة للنفوس.
وفي الختام أحب أن أتوجه بخالص التهاني وأطيب الأماني للجميع بمناسبة عيد الميلاد المجيد للسيد المسيح ملك السلام الذي أحب الناس جميعاً وأوصاهم قائلا: «أحبوا بعضكم بعضاً كما أني أحببتكم».
وبكل تأكيد بقرب حلول العام الجديد الذي أمل أن يعمه الخير والمحبة والسلام.