بقلم: كيندة الجيوش
يزور معرض عن القائد الفرنسي نابليون بونابرت متحف الفنون الجميلة في مونتريال… وهو واحد من اهم المعارض الزائرة! وطبعا يقف الكثير من الزوار ليتأملوا جمالية القطع الفنية الأصلية من لوحات وأدوات حربية وقطع اثاث ومنحوتات تحكي قصة العصر الذي عاشه هذا القائد. ومن بين هؤلاء عدد غير قليل من الأطفال والشبان والشابات مما يوحي بأهمية ثقافة زيارة المتاحف. وبعد انقضاء بعض الوقت من زيارة لي للمتحف تمنيت لو ان عددا اكبر من أبناء الجالية العربية يحضر اطفاله لزيارة المتحف.
وهنا لا أقول انه لم يكن هناك بعض العرب وأطفالهم ولكن أقول أتمنى لو كان هناك عددا اكبر منا كجالية عربية يهتم بالتاريخ وأهمية المتاحف كوسيلة من اجل توسيع أفق الطفل ومخيلته باتجاه التعلم من التاريخ وعبره ودروسه! وأيضا من اجل رفع مستوى الطموح عند الأطفال من خلال احداث تاريخية متنوعة، وكذلك فتح أبواب الاهتمام بالمواهب على مختلف أنواعها سواء اكانت فنية او علمية او عسكرية او اَي نوع اخر، فهي كلها تنمي الشخصية وتربي اجيالا على حب المعرفة واتخاذ قدوة من القصص التاريخية الناجحة — دون تحديد طبعا.
ومن المقتنيات الجميلة الدائمة في المتحف كانت هناك مجموعة كبيرة من الاثار الفرعونية من مصر ومومياء جميلة وتماثيل متقنة التفاصيل وقطع حلي تدلنا على عمق وعراقة ذلك التاريخ وتلك الأجيال والأمة التي صنعت بأبسط الأدوات.. وفي اصعب الظروف البدائية حضارة لا يستهان بها، ولازال العلم المتطور الْيَوْمَ يبحث كيف توصل اجدادنا هؤلاء الى صنع هذه الحضارة الجبارة!!
ومن بين المقتنيات الدائمة أيضا كانت هناك لوحة فسيفساء جداريةً ضخمة من سوريا وبعض المنحوتات والتماثيل التي يعود تاريخها الى بعض من آلاف السنين قبل الميلاد والتي تروي قصص الانسان وعباداته وعلاقته بتطوير الارض واستخدامها لتطوير الحياة وأدوات الانتاج !! بينما يحافظ على اهتمامه البالغ بالفنون والرسوم الدقيقة مثل الفسيفساء!!
كم هو كبير هذا او ذاك التاريخ والمهم التعرف عليه من قبل طفل نحاول ان نعلمه الطموح وأهمية المعرفة والإنتاج خاصة في عالمنا الذي يتطور بسرعة كبيرة!
في غمرة الحياة العملية وصعوباتها لنحاول ان نجد وقتا ننمي فيه عقول اجيالنا !