بقلم: كنده الجيوش
يقول الصحفي المخضرم والخبير في الشؤون السياسية توماس فريدمان والذي عمل في الشرق الأوسط بما فيها لبنان ومصر وسوريا والأردن في أيام الشدائد وأيام الحروب في محاولة لتفسير ما يحدث بين أوكرانيا وروسيا بانها تشبه جرائم العاطفة او اعمال العنف المرتبطة بالعاطفة في مناطق الشرق الأوسط والمجتمع العربي.
وهي «انت محبوبتي كيف يمكن لك ان تذهبي مع رجل اخر «… وهي محاولة من هذا الكاتب — الذي يستأنس برأيه لخبرته بالمنطقة العربية والشخصية العربية —للتفسير للقارئ العربي وليس للمقاربة او التبرير.
وكل ذلك ياتي بغض النظر عن المفاهيم السياسة التي يحملها والأفكار التي يعرضها هذا الكاتب وتوافقنا او اختلافنا معها وموقفنا منها سواء في منطقتنا العربية او غيرها الا انه خبير ولا ينكر ذلك له. وهنا هذا ليس للنظر في موقفه السياسي وإنما للنظر في محاولة التشبيه التي اختارها لايصال فكرة ما ..وربما رأيناها استفزازية وغير حميدة .. ولكننا ننظر ابعد من ذلك.
وايضاً اأي ان هذا النوع من الجرائم للأسف صفة كبيرة سلبية تلتصق بمجتمعنا ونفهمها جيدا عندما يريد احد او خبير او باحث ما إيصال فكرة لنا.
واليوم تتابع مسلسلات القتل في منطقتنا العربية لفتيات تحت مسميات متعددة وهي لا تقتصر على مصر — بل ربما لان مصر اعدادها كبيرة وإعلامها قوي واليوم لدينا وسائل التواصل الاجتماعي نسمع عنها اكثر.
ولكن هذه الثقافة المؤلمة وأشكالها المتعددة والجرائم التي تنبثق عنها منتشرة في كل المجتمعات العربية وضحيتها النساء بالدرجة الاولى.
ولكن لا ننسى ان المجرم -وهو مجرم لا محالة وينظر القانون والعدالة في حيثيات كل واقعة والعقوبة المناسبة- هو أيضا ضحية لمجتمع وأم واب ربوا هذا الذكر على كثير من العقد الاجتماعية والأمراض التي تأتي بجرائم من نوعيات ودرجات مختلفة. فهو فقد حياته بطريقة اخرى.
اليوم العقوبة مطلوبة والحزن على الضحايا النساء مطلوب ولكن ما هو مطلوب اكثر هو تغيير الملامح الاجتماعية والثقافات التي تولد الكره والجريمة. وقد يبدو التسامح صعب ولكن التعويض يخفف من حدة الالم.
التعويض اولا بتغيير هذه الثقافات من خلال تغيير القوانين وتعزيز تطوير البيئة الاجتماعية اَي من طرفي الهرم من التشريع والقوانين في الأعلى والقاعدة الاجتماعية وتطويرها بالأسفل.
ويبدو مؤلما جدا ان يكون هناك ضحايا نساء — وربما رحال — حتى نغير ما سيئ في أثوابنا التي ورثناها عن اجدادنا … وربما اجدادنا كان بعضهم ارفع خلقا وأخلاقاً بعيدا عن هذا النوع من الجرائم ولكن اثارها طالتنا بحكم القرب الاجتماعي بشكل او باخر.
يجب ان نغير أيضا فكرة انه يجب ان يكون هناك ضحايا تفقد حياتها او اشياء عزيزة عليها حتى يكون هناك صدمة ودافع حتى يتم تغيير القراني وحتى يغير المجتمع وتنظف الدول ساحاتها.
لا يجب ان يكون هناك أشخاص وضحايا هم يهمشون الى دائرة «اثار جانبية» بل مجتمع وأفراد رابحين.