بقلم: الاب / فريدريك اليسوعي
تشير كل الدلائل والمعجزات المصاحبة لها على أن المسيح هو الله، واكد على هذه الحقيقة كيفية تعريف السيد المسيح لنفسه على الأرض وماذا قال في هذا الصدد، ويؤكد المؤكد على أنه الرب الإله الخالق لكل شئ في الوجود ، ونجد عليه كل الشواهد في العهد الجديد و العهد القديم على حدٍ سواء حيث قال السيد المسيح عن نفسه في العهد الجديد التالي:
1 – الأب ارسلني: – الأعمال التي أنا أعملها هي تشهدُ لي أن الآب قد أرسلني «يو 5:36»
- والأب نفسه الذي أرسلني يشهد لي : «يو 5: 37»
- لا يقدر أحد أن يُقبل إليَّ إن لم يجتذبه الآب الذي أرسلني: «يو 6 : 44»
وهنا أحب التشديد على أن إرسالية الابن من الآب لا تعنى أن الأبن أقل من الأب، لأن الابن إله من إله له نفس جوهر الآب وطبيعته وهو مساوٍ له في كل شئ وعن هذا قال القديس كيرلس الأسكندري « لا يمكن لنا بحال من الأحوال أن نفكر بأن الابن أقل من الآب لمجرد أنه مُرسل منه لأنه إله من إله بالطبيعة وبالحق ، وحيث أنه حكمة الآب وقوته فإنه أُرسل كما يُرسل النور من الشمس وذلك لكي يجعل من الذي تنقصه الحكمة حكيماً».
2- السيد المسيح علَّمنا أنه نزل من السماء:
وهو أمر جاء في نبوات العهد القديم إشارة إلى تجسّده حيث قال اشعياء النبي لله « ليتك تشقُ السموات وتنزل» إش 64:1 . وقال داوود النبي في صلاته «يا رب طأطئ سماواتك وأنزل « مز 144:5» . وجاء في المزامير أيضا: «طأطأ السموات ونزل ضباب تحت رجليه» مز 18:9. وجاء في سفر الأمثال: «منَّ صعد إلى السماء ونزل. منَّ قبض الريح في حفنتيه. منَّ صر المياه في ثوب. منَّ ثبت جميع أطراف الأرض. ما أسمه وما اسم ابنه لو عرفت» ، أم 4:30.
وجاء في سفر ميخا النبي: «هو ذا الرب يخرج من مكانه وينزل ويمشي على شوامخ الأرض، فتذوب الجبال تحته وتنشقُ الوديان كالشمعِ أمام النار»، «مي 1:3،4».
كما أن السيد المسيح نسب إلى ذاته أنه نزل من السماء عندما رد على نيقوديموس الذي جاء يسأله ليلاً عن شخصه وعن تعليمه قائلاً «ليس احد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ابن الانسان الذي هو في السماء» ، « يو 3:13».
ويلاحظ هنا أن كلمة السماء جاءت هنا مُعَّرفة أي السماء عينها حيث العرش الإلهي.
وعن أنواع السموات يقول الأنبا موسى أسقف عام الشباب: «نحن نعرف ثلاث سموات»:
1- سماء الطيور: انظروا إلى طيور السماء «مت 6:26» ، والمقصود بها المنطقة القريبة من الأرض
2- سماء الأفلاك: «السموات تُحدِّث بمجد الله والفلك يُخبر بعمل يديه»، «مز 1:19»
3- سماء الفردوس: وهي التي قال عنها القديس بولس «أعرف إنساناً في المسيح آفي الجسد؟ لست أعلم، أم خارج الجسد؟ لست أعلم، الله يعلم اختطف هذا إلى السماء الثالثة؟؟ «2كو 12:1-4»
4- سماء السموات : حيث الخلود المقيم مع الله بعد انتهاء فترة انتظار الأرواح البارة في الفردوس وتكافأ إلى الأبد في اورشليم السمائية .. إنها سماء الملكوت.
وللحديث تتمة بمشيئة الأب والأبن والروح القدس الإله الواحد أمين.
وحتى نلتقى لكم كل سلام ونعمة.