بقلم: رفاه السعد
العد التنازلي قد بدء لاستفتاء اقليم كردستان للانفصال عن العراق وإقامة دولة مستقلة «تحقيق الحلم الكردي في الدولة»…
بوادر التأجيل كانت متوقعة بسبب المخاطر التي قد تترتب على هذا الاستفتاء خاصة بعد تدخل الامم المتحدة وعرضها لمبادرة تنص في مضمونها تأجيل الاستفتاء وصفها التحالف الشيعي بغير الدستورية..
رفض عربي ودولي وتهديد اميركي بقطع المساعدات عن الاقليم كل هذا لا يجدِ نفعا !!!
وعلى إثر هذه التصريحات صدر اعلان المجلس الأعلى للاستفتاء وكان كالقشة التي قسمت ظهر البعير معلنا عدم تأجيل استفتاء الاستقلال وإجراءه في اليوم المحدد له الإثنين المقبل الموافق الخامس والعشرين من أيلول سبتمبر الجاري وان المجلس الأعلى للاستفتاء يواصل اجتماعاته التي بدأ عقدها في مصيف صلاح الدين لبحث مسألة الحدود والنفط والمياه!!!
.دعوني هنا اتحدث عن موقف الكتل السنية العربية الذي بدى الوحيد متباينا من ناحية الاستفتاء ففي الوقت الذي اعلنت فيه تحالف القوى العراقية بأن مبادرة معصوم لإنهاء ازمة الاستفتاء تخالف احكام الدستور النافذ معربا عن استغرابه من مبادرة معصوم التي تتعارض مع اليمين الذي اداه…. ظهرت مواقف كتل سنية اخرى مختلفة تماما مؤيدة للانفصال بل والأدهى أنها دعت برزاني بضم بعض المناطق السنية لكردستان مطالبين بانبثاق مشروع وحدوي يجمع بين العرب السنة والإقليم الكردي المشروع يكون بإقامة كيان فدرالي يجمع بين اقليم كردستان والمحافظات العربية السنية الست، يرأس هذا الكيان الجديد السيد مسعود البرزاني لفترة انتقالية تحدد مدتها بالتوافق لحين كتابة الدستور وإقامة المؤسسات وإجراء الانتخابات التشريعية..خبراء عزوا هذه التصريحات من بعض الكتل السنية بأنها جاءت سبب ضعف هذه الكتل حاليا ولأنها اصبحت اقليه مبعثرة تبحث عن مأوى وستر الحال ورزق العيش بسبب بعض السياسيين…
حكومة بغداد التي سارعت بتحرير الحويجة من قبضة تنظيم داعش لتضع يدها عليها قبل أي تحرك من قبل قوات البيشمركة…اعلنت عن تحالف عراقي إيراني تركي ضد الاستفتاء معلنة انها ستتخذ الاجراءات اللازمة ضد الانفصال!!!
حكومة بغداد لا تزال تطالب الكرد التهدئة وعدم جر البلاد إلى حرب أهلية بسبب المناطق المتنازع عليها!!!
الوقت الضائع هو من سيحدد ويكشف مدى تعنت مسعود برزاني…فعدم الغائه للاستفتاء خلال الايام القليلة فسيكون برزاني حرق كل أوراق الحوار وسيضع نفسه ومصير الكرد امام تحديات خطيرة…وصراع لا مفر منه.. ناهيك عن التحديات الداخلية التي سيواججها الإقليم
فعلى الاقليم أن يستعد اولا للتحدي الاقتصادي لضمان بقاء مؤسسات الدولة ومعيشة الشعب
ثانيا التحدي الامني وهو المهم ثالثا تحدي الشرعية الدولية فلم يؤيد الاستفتاء دوليا سوى إسرائيل فهل ستبقى كردستان خارج منظمة الشرعية مثل كوسوفو واوسيتا والقرم …والاهم المناطق المتنازع عليها ما مصيرها بل ما مصير سكانها ممن يرفضون الانضمام للإقليم …وأخيرا اذكر بميليشيات الحشد الشعبي التي بدأت تظهر يوميا في وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وترسل رسائل تهديد لبرزاني.
والسؤال الذي ستجيب عنه الايام المقبلة هل سيلغى الاستفتاء لان بغداد لا تريد التأجيل بل تطالب بإلغائه نهائيا لعدم دستوريته والحفاظ على العراق موحدا،
وتدعو إلى استمرار الحوار لحل الاشكالات العالقة ضمن سقف الدستور..وهنا سيظهر أن كانت كردستان فعلا تريد الحصول على حقوقها التي تقول إنها لم تحصل عليها من حكومة بغداد أم أنها تريد تحقيق الحلم الكردي بمزاعم الحق المغبون!!!