بقلم: يوسف زمكحل
من الأكيد أن كل العاملين في هيومان رايتس ووتش أصيبوا بالعمى الحيثي فهم لا يرون إلا مصر التي أصابتهم بالفزع بعد ثورة 30 يناير 2013 فهي لم ترَ ما فعله الإخوان المسلمون أثناء حكم مرسي والدماء التي سالت من معارضي الرئيس مرسي بعد الاعتداء عليهم من أنصاره ولم يروا نزيف الدماء التي سالت بعد سقوط نظام الإخوان ولم ولن يروا ما يحدث في تركيا من قمع المئات بل الألوف الذين تم القبض عليهم وزجهم في السجون ولم ولن يروا القمع في قطر ضد الأجانب الذين حاولوا أن يتناولوا قضية العمال الذين تستخدمهم قطر ويتعرضون للموت والتعذيب أثناء عملهم في أجواء شديدة الحرارة لبناء ملاعب الكرة وخلافه حيث تستضيف قطر بطولة كأس العالم لعام 2022 وأيضاً مع ما فعلوه مع السفير الروسي من ضرب وإهانة ولم ولن يروا ما فعلته إسرائيل حين تم افتتاح سفارة الولايات المتحدة في القدس فقتلت عشرات الفلسطينيين بغزة ولكنها ترى فقط مصر عندما تريد أن تؤمن أراضيها وتطهرها من الإرهاب الأسود فتتهم بكل غطرسة الجيش المصري بهدم المنازل والبنايات التجارية والأراضي الزراعية شمال سيناء منذ 9 فبراير 2018 ضمن حملة عسكرية على تنظيم ولاية سيناء وزادت المنظمة في افتراءها فقالت أن أعمال الهدم الجديدة طالت مئات الهكتارات من الأراضي الزراعية وما لا يقل عن 3000 منزل وبناية تجارية ، والحكومة المصرية قد حددت منطقتين عازلتين في مدينتي العريش ورفح وتدَّعي المنظمة أن أعمال التدمير تجاوزت هاتين المنطقتين وأن أغلبها غير قانوني وما يزيد الطينة بلة أن المنظمة تتهم السلطات المصرية بأنها تقوم بأعمال الهدم والإخلاء القسري دون أشراف قضائي ودون توفير مساعدة كافية للحصول على سكن مؤقت . وكانت الحكومة المصرية قد أعلنت في عام 2014 عن خطة لإخلاء السكان من شريط أمني عازل مساحته 79 كيلو متراً مربعاً يشمل مدينة رفح بالكامل على الحدود مع غزة وقال الجيش وقتها أن الإخلاء مطلوب لإنهاء تهريب المقاتلين والأسلحة عبر الأنفاق من غزة . وكان تنظيم ولاية سيناء المنتمي إلى تنظيم الدولة الإسلامية قد أعلن عن مسئوليته عن هجوم بالصواريخ في 19 ديسمبر الماضي 2017 على قاعدة جوية ومروحية عسكرية مستهدفاً وزيري الدفاع والداخلية ويبدو أنها لم تسمع عن هذا أيضاً والمدهش والمضحك أنها بعثت رسائل في 10 و11 مايو إلى وزارة الدفاع المصرية وإلى محافظ شمال سيناء عبد الفتاح حرحور وإلى الهيئة العامة للاستعلامات للتقصي حول أعمال الهدم الجارية لكن لم يصلها أي رد وأنا واثق أنه لن يكون هناك رد على هذه السخافات لأن مصر تمتلك حق حماية أراضيها بالطريقة التي تراها مناسبة ضد كل من تسول له نفسه في أن يُعرض أمن وأمان مصر والمصريين للخطر وحسبي الله ونعم الوكيل فيكِ أيتها المنظمة المأجورة .!