حذر مدير مكتب البنك الدولي في القاهرة، هارتفيج شافر من أن التكلفة الاقتصادية لأزمة المرور في القاهرة تفوق الدخل السنوي لقناة السويس وترجمها الي حوالي ثمانية مليارات دولار سنويًا، ولم يضف جديد ، فنحن لم نصدم من المبلغ المرصود ولم نتفاجئ لتضخم المشكلة ،فنكاد نكون تعودنا على معاناتها ونتفاخر بامتدادها من الغفير للرئيس .
وليس في مقالي هذا بالحل السحري،فصندوق المقترحات مليئ بالحلول ، والمشروعات التي يعلن الاعلام انها ستدخل حيز التنفيذ لاتنتهي،والافكار التي ابهرت الجميع بطرحها مازالت اماني في عقول اصحابها
وبعدما باتت تترجم الاقوال الى افعال واصبحت الاحلام واقع، ما مصير المشروعات التي طرحتها بعض الجهات السيادية في عهدك يا سيادة الرئيس ! فمؤخراً سمعنا عن تخصيص بعض عربات مترو الانفاق لرجال الاعمال
بسعر مرتفع عن سعر التذكرة العادية وبمجرد انتشار الخبر دافع عنه مؤيديه قائلين انه اجراء ممتاز سيقبل عليه السيدات اللاتي يخشن من التحرش
وسيزيد من دخل وزارة النقل دون المساس بسعر تذكرة المواطن البسيط، وفي اعتبارهم ان هذا الامر سيزيد الفوارق بين الطبقات والحقد والضغينة بين افراد المجتمع .
والمشروع الثاني حديث الصيت هو مشروع التاكسي الطائر الذي اعلنت جهة مرموقة في الدولة انها ستتولي تنفيذه، ولن اتحدث عن هذا المشروع، سأترك لكم التعليق بعد سماع ردود افعال الجمهور :” هى ناقصة حوادث ؟ اذا كان التاكسى على الارض بيعمل حوادث و الطيارات الحربية الجنود بيقعوا بيها فى الغيطان امال التاكس الطائر..هيعمل ايه ؟”،”هو فى حد معاه فلوس للتاكسى العادى أصلاً علشان يدفع تكلفة التاكسى الطائر”،” هوا فيه بنزين اصلا”،” تاكسى طائر فى بلد المليون توك توك “،” ممكن نعمل تلفريك بدل المعديات “،”الرحمة بسكان القبور والمناطق العشوائية”،” عايز اجيب طياره بالقسط اشتغل عليها” ،”دوله وصلت ديونها 2 تريليون جنيه ..اللي عنده فلوس تحيره يجيب آباتشي ويطيره”،” كفته تاني !”
والنتيجة ان عدم الشفافية والمكاشفة عمق نظرية المؤامرة وجعل المواطن محتار ومترصد، والحكومة مازالت تلتزم الصمت
المشكلة لا تحتاج الى معجزة ،المشكلة تحتاج الي منظومة متكاملة من القرارت فمثلا يلزمنا تجهيز البنية التحتية لاستبدال السيارات بالدراجات، ونحتاج تحسين خدمة المترو، وعمل صيانة لشبكة السكك الحديدية، وبناء جراجات في الاماكن الحيوية ، ومنع الركن في الشارع صف تاني وثالث ،و وتنفيذ مشروع التاكسى النهرى الذي طال انتظاره .
ترتيب الاولويات هو الاهم ..يجب آلا تفوتنا الفرصة فنحن نتمتع برئيس جرئ لا يخضع للصوت العالي ولايهتم بالهجوم،فماذا لو نفذنا الاقتراحات قليلة التكلفة او التي تتعلق بتغيير سياسات بسيطة ..ويكيفنا شرف المحاولة .
ماريان فهيم