شهدت الحدود اللبنانية ولا تزال منذ صباح الاثنين غارات إسرائيلية هي الأعنف منذ تفجر الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، بلغت نحو 300 على بلدات في الجنوب والبقاع (شرق البلاد). وطالت قرى ومناطق تُستهدف للمرّة الأولى، ما أدى إلى مقتل 100 وإصابة أكثر من 400، بينهم أطفال ونساء ومسعفون، وفق ما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية.
فقد أغار الطيران الإسرائيلي على بلدة طيردبا، والعباسية في قضاء صور، فضلاً عن بلدة حاريص، وبركة الجبور في منطقة جزين.
كما أغار على بلدات كفرحتى والبابلية وكوثرية السياد والغسانية في الوديان، واستهدف مبنىيين سكنيين في بلدات البابلية والصرفند.
كذلك تعرّضت طريق حبوش-عربصاليم لغارة جوية، وبلدات قضاء مرجعيون “حولا ومجدل سلم وبرعشيت وكونين وبليدا وطلوسة ومركبا ووادي الحجير والطيبة وقبريخا وميس الجبل”.
إلى ذلك، شهدت منطقة الزهراني أيضا غارات عنيفة آخرها على بلدات الغازية، مغدوشة وقناريت والمنطقة بين عنقون ومغدوشة بالإضافة إلى غارة على وادي طنبوريت.
وكانت مناطق أخرى في الجنوب تعرضت أيضا للقصف العنيف، منها عيتا الشعي وعيترون وغيرها.
من جانبه
قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إن الطائرات الإسرائيلية تستعد لمهاجمة منازل في سهل البقاع اللبناني بدعوى انها تحتوي على أسلحة استراتيجية لحزب الله، ودعا المدنيين إلى إخلاء المنطقة على الفور.
وذكر أفيخاي أدرعي: “منذ صباح الاثنين استهدفنا أكثر من 300 منزل تضم أسلحة ووسائل قتالية متطورة يعتزم حزب الله استخدامها ضد إسرائيل”.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن “هناك منازل بالبقاع تحتوي صواريخ ومسيرات وسنهاجمها قبل إطلاقها على إسرائيل”.
وأضاف أن “كل منزل هاجمناه في لبنان كان يحتوي على أسلحة لحزب الله”.
وأردف أدرعي: “وجهنا إنذارا محددا موجها إلى منطقة البقاع شرقي لبنان طلبنا منهم أن يخلو تلك المنازل التي تحتوي على أسلحة فورا وأمهلناهم ساعتين لإخلاء تلك المنازل لأن إسرائيل تنوي استهداف هذه المنازل التي تحتوي على أسلحة ومسيرات وقدرات متطورة لحزب الله”.
وأكد المتحدث أن الجيش الإسرائيلي وجه ضربات للبنية التحتية لحزب الله.
هذا وطلبت اليونيفل (قوات حفظ السلام الأممية) من موظفيها المدنيين مغادرة الجنوب مع عائلاتهم
من جهتها، طلبت وزارة الصحة اللبنانية وقف بعض العمليات لإفساح المجال لاستقبال الجرحى. وأوردت في بيان “على جميع المستشفيات في محافظات الجنوب والنبطية وبعلبك الهرمل وقف كل العمليات الباردة بهدف إفساح المجال لمعالجة الجرحى بسبب تمادي العدوان الإسرائيلي”.
بدورها أعلنت وزارة التربية إغلاق المدارس اليوم وغداً الثلاثاء جراء التصعيد الإسرائيلي.
في المقابل، أطلقت رشقات صاروخية من الحدود اللبنانية تجاه الجليل الغربي.
كما أطلقت مسيرات تجاه الجليل الأعلى وصولاً إلى صفد ومشارف طبريا. ما أدى إلى إصابة مصنع و4 مبان في مواقع متفرقة بالجليل شمال إسرائيل.
كذلك أشار إلى أن خمسة اسرائيليين أصيبوا بجروح طفيفة من شظايا صواريخ استهدفت تقاطع جولاني بقضاء طبريا.
فيما أعلن حزب الله أنه استهدف بعشرات الصواريخ مجمعات الصناعات العسكرية لشركة رفائيل شمال حيفا.
أتى هذا التصعيد بالتزامن مع تأكيد وزير الدفاع الإسرائيلي أن الغارات ستتكثف وتتواصل خلال الأيام المقبلة.
كما جاء بعدما دخل الصراع على الحدود بين إسرائيل وحزب الله مرحلة جديدة الأسبوع الماضي، إثر تفجير آلاف أجهزة اللاسلكي التي يستعملها عناصر حزب الله، فضلا عن ضرب مبنى سكني في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث كان يجتمع عناصر من قوة الرضوان التي تعتبر وحدة النخبة في الحزب، ما أدى إلى مقتل نحو 59 شخصاً بينهم 16 عنصرا من حزب الله.
فيما توعد الحزب بحساب عسير رداً على عملية الخرق هذه التي وصفها بالقاسية وغير المسبوقة.
في حين تصاعدت التحذيرات الدولية والأممية والعربية من حرب شاملة في المنطقة.
المصدر: وكالات