بقلم: فريد زمكحل
مازال العمل السياسي في عالمنا العربي التعيس غريب عن العمل السياسي الإيجابي المتعارف عليه في الدول الصناعية الكبرى، ففي الوقت الذي تتسابق فيه هذه الدول لتقديم كل جديد في عالم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مازلنا كعالم عربي نتسابق في انتاج المسلسلات التي لا تقدم بقدر ما تؤخر المجتمع عن القيام بدوره الانتاجي المنشود، رغم ما تتعرض له هذه الدول وتعايشه هذه الشعوب من مشاكل اقتصادية خانقة تهدد الحاضر وتقضي على المستقبل في ظل صمت حكومي مثير للدهشة يؤكد غياب الوعي لدى جميع القطاعات الرسمية والشعبية نتيجة تفشي الجهل والفقر وعدم وجود خطط فعلية لتشجيع الجميع على العمل لكي تتحول من مجتمعات استهلاكية إلى مجتمعات منتجة جديرة بالبقاء وسط المجتمعات الكبيرة المنتجة .. ولا شك أن محاولات الرئيس السيسي المستمرة والدؤوبة لتحقيق هذا العمل مثار اعجاب الجميع، خاصة بعد توقيعه على وثيقة التجارة الحرة بين ثلاثة أكبر تكتلات اقتصادية أفريقية هي (الكوميسا والسادك وتجمع شرق افريقيا) في خطوة مهمة جداً على طريق الوحدة الاقتصادية شهدت فعالياتها مدينة شرم الشيخ المصرية في الاسبوع الثاني من شهر يونيو / حزيران الجاري، الذي سبق لها وأن شهدت في مارس/ أذار المنصرم فعاليات المؤتمر الاقتصادي الاستثماري الذي حقق الكثير من النجاح خاصة في مجال البنية التحتية والاسكان والسياحة والصناعة، إضافة طبعاً لمجهوده الكبير في تغيير وتفعيل دور قناة السويس في التجارة العالمية وما سوف يلازمه ويصاحبه من مشروعات صناعية على درجة كبيرة من الأهمية سوف تنعكس أثارها الايجابية على حركة الاقتصاد المصري والعالمي والمقرر افتتاحها رسمياً في السادس من شهر أغسطس/ آب القادم. كل هذا جيد جداً وأكثر من مدهش ولكنه لا يكفي لأنه حدث ويحدث بناءاً على توجيهات الرئيس وتعليماته وهو ما يقلقني للغاية ويزعجني لأنه لم يتم بفكر ورغبة وإرادة كل المصريين وإن تم بسواعدهم .. والسؤال هنا متى يدرك كل مصري ومصرية قيمة فكره ورغبته وإصراره على تحقيق التغيير المنشود في العقلية المصرية والعربية التي مازالت تتمسك بمشاهده ومتابعة المسلسلات عن قيامها بدورها الانتاجي المطلوب لتطوير الوطن والوصول به إلى كل ما يطمح له من تقدم ورخاء واستقرار يُحسّن من حاضره ويحافظ على مستقبله بين الكبار عن حق لا عن كلام يعتمد على الشعارات البراقة بدلاً من العمل والعمل الجاد والحقيقي أسوة بالرئيس السيسي الذي لا ولم ولن يدخر أي جهد منذ توليه الرئاسة وحتى الآن لتحقيق نهضة مصر الحديثة مع رجاله الأوفياء من أبناء القوات المسلحة المصرية الذين يبذلون الغالي والرخيص من أجل مصر وشعب مصر خلف قائد مصر الشريف الرئيس السيسي والمطلوب باختصار 90 مليون سيسي!