بقلم: كينده الجيوش
سلام في العيد أتمناه للشام وأهلها من شرقها لغربها ومن شمالها إلى جنوبها.. سلام للشام وهو الهاجس الذي يؤرق كل ضمير حي يقرأ الأخبار ويعرف ما يحصل من ويلات وآلام هناك. اعذرونا فنحن السوريين لازلنا ننتظر عيدنا.. يوم السلام.
نسمع كل فترة بموت شخص قريب أو محب ونتمنى وندعو للسلام.
وللاسف الالام تزداد كل يوم.. وآخرها اقتراب داعش من عمق المدينة التي ترعرعت فيها، الحسكة، والتي كانت مثالا للتعايش والتاخي بين مختلف الأديان والطوائف.. حيث يلبس بعض المسيحيين من أهل وأبناء البلد الجلابية والحطة والعقال العربي حتى يومنا هذا ويشرب البدوي من قصعة المته التي جلبها أبناء الساحل السوري إلى المدينة.. هذه المدينة التي حمى أهلها المسلمين والمسيحيين الأرمن حين هربوا من بطش الترك في أوائل القرن الماضي.. لم نعش الفرق بين المسيحي والمسلم في مدينة الحسكة.. الألم كبير اليوم ولكن أذكر أن الإسلام أحب المسيحية واحب سيدتنا مريم وسيدنا المسيح واحب ان اذكر بما قاله عنهما.. أذكر بالجمال في الدين عله يقوى ويحارب من يحاول أن يسرق ويشوه صورة الإسلام وينسب له التشدد ويدفع باتجاهه.
الإسلام قال إن المسيح عليه السلام هو كلمة الله وهو من روح القداسة.. وقال:
“إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ وَيُكَلّم النَّاسَ فِي
الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ (سورة آل عمران 3: 45 ، 46) وجاء أيضاً: إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرَوُحٌ مِنْهُ (سورة النساء 4: 171)
فالإسلام تكلم في هذه الآيات عن المسيح بما تتكلم به عليه المسيحية. فالقرآن يدعو المسيح كلمة الله، والإنجيل يقول عنه: فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللّهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللّهَ… وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً وَحَلّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْداً كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الْآبِ، مَمْلُوءاً نِعْمَةً وَحَقّاً (يوحنا 1: 1 ، 14).
وللسيدة مريم عليها السلام مكانة عظيمة في قلوب المسلمين ونفوسهم ، ولها شرف عظيم ودرجة عالية في دينهم فهي المرأة العظيمة التي اصطفاها الله قبل أن يخلقها لتخدم بيت الله وتلد نبيا عظيما بمعجزة إلهية قريبة من الخيال ، يقول تعالى متحدثا عن مريم البتول:
بسم الله الرحمن الرحيم
إِذْ قَالَتْ اْمرَأةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِيْ بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) آل عمران 35 ثم قال عنها سبحانه: فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً ) آل عمران 37 ، وقال تعالى:(يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ طَهَّرَكِ وَاْصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينْ )آل عمران 42 ،
مكانة مريم عليها السلام لدى المسلمين أن الله ذكرها كثيراً في القرآن الكريم إذ ذكرها باسمها الصريح أربعا وعشرين مرة ، دون أن يذكر غيرها من النساء باسمها الصريح ، بل سمى القرآن الكريم سورة من سوره باسمها وهي المرأة الوحيدة التي سميت باسمها سورة في القرآن الكريم ، وهذا دال على عظم مكانتها. وأيضا سورتين في القران سميت وانتسبت لها اولهما سورة مريم والاخرى سورة ال عمران وهم اهل السيدة مريم..
السلام للمسلمين في سوريا بكل طوائفهم والسلام للمسيحيين في سوريا بكل طوائفهم. . السلام لكل من أمن بالله .. السلام لكل من التزم بالسلام والمحبة مبدأ له في الحياة.
سلام لك مدينة الحسكة