بقلم: يوسف زمكحل
بعد حوادث الإرهاب الآخيرة التي ضربت مصر مؤخراً و ذهب ضحيتها لها عشرات من الأقباط والمسلمين الأبرياء كنا ننتظر أن تتجه الدولة إلى محاربة الإرهاب فعلاً وليس بالكلمات الرنانة ولكن بالأفعال وأول هذه الأفعال هو تطبيق القانون وما جاء بالدستور المصري وكنا ننتظر من البرلمان أن يخرج لنا قانون الإجراءات الجنائية الذي وعدنا به بعد حادث كنيسة البطرسية منذ عدة شهور ولكن للأسف حتى كتابة هذا المقال لم نرَ أي شئ .. كلام كلام على رأي الشحرورة صباح رحمها الله والعجيب أني أشعر أن الدولة مصابة فعلاً بأنفصام في الشخصية فهي تعلن صباحاً ومساءاً أنها ستحارب الإرهاب والتطرف الذي لايفرق بين قبطي ومسلم وإنها عازمة على القضاء عليه في نفس الوقت تقبض على رواد الفكر والتنوير الذين يحاربون هذا الفكر المتطرف بل وتسجنهم وتترك كل من يغذى الإرهاب والذين يدعون علناً صباحاً ومساءاً إلى قتل المسيحيين واستباحة دمائهم وأموالهم بل ونسائهم ويدعون إلى عدم تهنئتهم في أعيادهم ، وعجب العجاب تراه عندما ترى الرئيس السيسي وقد بح صوته مناشداً شيخ الأزهر بوجوب تغيير الخطاب الديني ولكن هيهات وكم بح صوت الكثيرين من أصحاب الفكر المستنير في هذا البلد بإلزامية تغيير مناهج الأزهر وما أدراك ما هي مناهج الأزهر فمنها الكثير الذي يحض على إثارة الفتن التي ممكن أن تحرق الأخضر واليابس ونصل إلى الفجيعة التي ألمت قلوبنا وهي أن شيخ الأزهر رفض تكفير تنظيم داعش الإرهابي .. أنها حقاً لمأساة فإذا كان شيخ الأزهر بالباطل ينطق فما بالك بالإرهابيين الذين يتلقون هذا الكلام ويكون لهم ملهماً في تنفيذ عملياتهم الإرهابية الدنيئة . كان لابد أن تنتفض مصر كلها بعد هذه الحوادث الإرهابية وان يتكاتف الجميع بما فيهم الدولة في محاربة هذا الفكر المتطرف الذي بات يطل علينا كل يوم بوجهه القبيح فقد مللنا من البرامج التي تتكلم عن محبة وتاريخ المسلمين والمسيحيين في مصر وكأنهم يعيشون في غيبوبة وفي عالم من الخيال ولا يرون الواقع الذي نعيشه اليوم ، ولا بد أن تلفظ مصر من كل مؤساستها أصحاب هذا الفكر الظلامي وأن تضرب بيد من حديد كل من يحاول أن ينال من وحدة مصر والمصريين ، يجب أن يشعر أبناء مصر جميعاً بقوتها في الوقوف ضد هذا الفكر وإلا سينتاب الجميع اليأس ولن نستطيع أن نلتفت إلى بناء مصرنا .. وفي النهاية نريد من مصرنا أن تكون دولة قوية وليست دولة رخوة تعيش في مستنقع للفكر المتطرف والمتخلف .