بقلم: خالد بكداش
استقبلت القارة الأوروبية بمختلف دولها أكثر من مليون لاجئ على مدار الأعوام الأربعة الماضية و أغلبهم من أفراد الشعب السوري الذين هربوا من ويلات الحرب التي دمرت سوريا و قتلت شعبها .
و تباينت ردود الأفعال بين شعوب الدول الأوروبية فمنهم من استقبل اللاجئين بصدر رحب و منهم من استقبلهم بردود أفعال قاسية منها العنصري و منها صيحات خوف من المستقبل و مما يحمله اللاجئين لهذه الدول .
الحقيقة أن الحكومات الأوروبية طبقت القانون الدولي بحذافيره بحيث أن القانون الدولي يكفل حق اللجوء لكل فرد تم اضطهاده في بلده أو تم تهديده من قبل النظام الحاكم في دولته أو أي جهة سياسية أو أمنية في ذات البلد.
و لكن للأسف الشديد يبدو أن اللاجئ أينما ذهب فهو يقع تحت (( حكم القوي على الضعيف )) و ذلك لأن الكثير من المنظمات التي تعمل على مساعدة اللاجئين ، تقوم باستغلال اللاجئين و السيطرة على حياتهم بشكل كامل بداية من وسيلة تعليمهم اللغة الهولندية ووصولاً إلى إلحاقهم بعمل طوعي خدمي يجبرون فيه على العمل طوال ساعات عديدة ضمن الأسبوع حتى يستفيدوا من الدعم المالي الذي تقدمه لهم الحكومة طوال الفترة التي لا يعملون بها .
لو أننا بحثنا عبر محرك البحث (( Google )) عن السوريين الذين خرجوا إبان الحرب الدائرة في سوريا لوجدنا أنهم نجحوا في إنشاء أعمالهم الخاصة في دول عديدة مثل مصر و السودان و الإمارات و الأردن و غيرها العديد من الدول التي وفرت لهم الأجواء المناسبة لبداية مشاريعهم الخاصة و العمل بها .
لكن بالمقابل أنت كلاجئ في أوروبا لا يمكنك أن تعمل ما تحب أو ما تتقنه بل يجب عليك أن تكون خاضع لتلك البلدية أو المنظمة التي تقدم لك الدعم المالي الذي يسمى بالمساعدة الاجتماعية و التي تدفع منها جميع مصاريف حياتك و منها إيجار البيت و التأمين الصحي
و فواتير الماء و الكهرباء و الغاز و غيرها الكثير من الفواتير التي أنت ملزم بدفعها من قيمة الراتب الشهري الذي تمنحك إياه الحكومة .
و بعيداً عن قيمة الراتب الشهري لأنه يختلف بسبب أفراد العائلة و أعمارهم فأنا على علم أن بعض العائلات لا تستطيع توفير 100 يورو لشراء احتياجات رئيسية لأطفالهم و لأنفسهم .
و للأسف هذا أدى إلى أن العديد من اللاجئين سلكوا طريق العمل بشكل غير مشروع حتى يوفروا لقمة العيش إلى عائلاتهم .
و حتى أكون منصفاً في كلماتي هذه بعض العائلات يكفيهم الراتب الشهري و ذلك يعود إلى أن عدد أفراد العائلة قليل لا يتجاوز
الـ 4 أشخاص .
نحن و من خلال منبرنا هذا نتوجه إلى كل من يقرأ هذه المقالة من ذوي أصحاب القرار في الحكومة الهولندية أن يفسحوا المجال للاجئين السوريين و سوف يجدوا أن السوريين قادرون على تحقيق النجاح في الكثير من المهن و الحرف .
و سوف نقوم بمتابعة تلك المنظمة التي تقوم باستغلال اللاجئين و إخضاعهم للعمل الإلزامي تحت مسمى التطوع و خدمة المجتمع
و سيكون لنا حديث مطول عنهم.