بقلم: سليم خليل
يشاهد العالم ما يشبه المعجزات في الإختراعات والإكتشافات العلمية وبعد كل إختراع ذات تأثير عالمي ترتفع أسعار أسهم الشركات المساهمة والمنتجة وهذا ما حدث في التسعينات من القرن الماضي عندما أنتجت الشركات- fiber Optic- الشعيرات النظرية التي استعملت في المواصلات والإتصالات الهاتفية والأنترنيت وارتفعت أسعار أسهم الشركات المنتجة بشكل هائل وبلغت القيمة الإجمالية لأسهم مجموع الشركات ما يقارب 6.7 تريليون دولار أميركي . كانت التقارير تتحدث عن أن هذا الرقم الهائل لا يمثل القيمة الحقيقية لتلك الشركات وأن الإنهيار لا بد أن يحدث، وهذا ما جرى عام 1999 / 2000 واختفت أكثر تلك الشركات .
بعد الإنهيار قيل إن مجالات الـ -fiber optic- والأنترنيت قد استكملت ؛ لكن أدمغة الشباب أستخرجت من الأنترنيت شركات مساهمة جديدة وشبكات أنترنيت أدهشت الخليقة مثل Kijiji وAlibaba و Ebay و Face Book و Amazon وغيرها التي غيَّرت مفاهيم التبادل التجاري والتسويق وأساليب دفع الفواتير ووضعت الأسواق التجارية وصالات عرض البضائع الشاسعة في حالة إضطراب وإفلاس نتيجة التسويق عبر شبكات الأنترنيت والأسعار المخفًضة المعروضة عبر تلك الشبكات .
لم تتوقف الإبتكارات والتجديد ؛ بعد إنهيار السوق العقاري في الولايات المتحدة عام 2006 واهتزاز الأسواق التجارية العالمية خرجت مجموعة من خبراء في برمجة الكمبيوتر بفكرة العملة الأليكترونية وأخذ المغامرون والطامعون بالربح السريع بشراء تلك العملة الوهمية ؛ ومن يوم إلى يوم ترتفع قيمة تلك العملة – Bitcoin – ويحقق المغامرون أرباحا خيالية وأصبحوا من أصحاب الملايين .
منذ أسبوع قفز سعر العملة من 7000 إلى 11000من (سبعة آلاف إلى إحدى عشر ألف دولار ) . والغريب أن المغامرين أو المساهمين أو اللاعبين يعلمون أنه لا يوجد أي دعامة مالية أو عقارات أو ممتلكات أو سبائك ذهب مخزونة في أحد البنوك تضمن وجود هذه العملة . لا أحد يعلم تمام المعرفة من هم الذين أصدروا هذه العملة !!!
قيل إن المدعو – Satashi Nakamoto- الياباني هو الذي أصدر تلك العملة الوهمية الإليكترونية .
بعد التفتيش والتحقيق وُجد شخص ياباني بهذا الإسم لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد بهذه البرامج التي أصدرت تلك العملة .
قيل إن كمية العملة محدودة بعدد لا يمكن أن تزداد أو يجري عليها تقسيم لمضاعفة عددها كما حدث في مبيع أسهم شركات الـ – High Tech – التي اشتهرت في التسعينات بهذا التصرف لزيادة مبيع أسهمها ؛ وليست مثل العملات المتداولة التي تصدرها المصارف المركزية في كل بلد تُطبع بكميات حسب حاجة البلد وتخضع للتضخم الذي يخفض قيمتها. لذلك يجري التبادل بحدود العدد المتداول الصادر في الأصل بين اللاعبين أو المساهمين ؛ لهذا السبب تضاعفت قيمتها مئات الأضعاف في أيام .
يمكن أن يتم صرف العملة في آلات دفع شبيهة بالألات المصرفية الموجودة حاليا في الأسواق والأماكن العامة ؛ كما أخذت المصارف والشركات تبرمج شبكاتها لقبول صرف الـ – Bitcoin – عام – 2010 كان سعر Bitcoin- يعادل دولار واحد.
في مدينة فانكوفر في غرب كندا عرض أحد زبائن متجر شراء سلع لقاء عشرة -Bitcoin – قبل صاحب المتجر ولم يهتم بقيمتها مقابل المشتريات الصغيرة لذلك الزبون !!
بعد الضجة الإعلامية لتطور سعر Bitcoin تذكر أنه يملك عشرة وحدات منها ! هذه الكمية الصغيرة تعادل بالسعر الحالي مئة وعشرة آلاف دولار أميركي!
يقول الخبراء إن المغامرين يشترون عملة في الفضاء ؛ إنه بالون – Balloon – سينفجر وتختفي الأموال تماما كما حدث عام 1999/ 2000 لكن الفرق أن تبادل الأسهم كان مبنيا على شركات ومصانع وإنتاج صناعي وصفقات تجارية حقيقية .