بقلم : على أبودشيش
من أهم ما يميز الحضارة المصرية القديمة هي المعابد المصرية، فظلت شاهدا فريدا على براعة الإنسان المصري وكان يطلق على المعبد اسم (بر نتر) أي بيت الإله وهو المكان الذي يمكث فيه الإله ،وهو المكان الذي يتواصل فيه البشر مع الإلهة ويقدم إليه القرابين والعطايا والهبات وأقامه الصلوات من قبل الشعب والملوك لإضفاء الشرعية لحكمهم وانه بذلك يمنح القوه من قبل الإله وانه صوره الإله على الأرض ،وهذه المعابد الكثير تعطى دليلا قاطعا على تدين المصري القديم وبراعة علوم الهندسة والعمارة .
وتنقسم المعابد إلى المعابد الإلهية: تكرس للإله – المعابد الجنائزية: معابد تلحق بمقابر الملوك
وكان معبد دندرة كان مكرس لعبادة الربة حتحور الذي يعتبر أجمل المعابد المصرية على الإطلاق من حيث حالة الحفظ ويقع معبد دندرة أو الإله حتحور إلهة الحب والجمال والأمومة عند قدماء المصريين، وزوجة الإله “حورس” إله معبد إدفو؛ على الضفة الغربية لنهر النيل في مدينة دندرة بمحافظة قنا والتي عرفت في النصوص المصرية باسم “تا نترت”، أي الآلهة إشارة إلى الآلهة حاتحور، ثم أصبحت في اليونانية تنتيرس وفي العربية دندرة كانت عاصمة الإقليم السادس من أقاليم مصر العليا، وعبد فيها الثالوث المكون من “حاتحور، وحور بحدتي، وحور إحي”.
وعرفت دندرة في النصوص المصرية القديمة أيضا باسم أيونت نسبة إلى مدينة ايون في منطقة المطرية الحالية، وذكرت دندرة في الأساطير المصرية على أنها كانت مسرحا لإحدى المعارك التي قامت بين حورس وست وترجع هذه الأصول إلى الأسرة الرابعة، وشيد الملك خوفو معبد هناك.
و تعد واجهة معبد دندرة من روائع الواجهات الخاصة بالمعابد المصرية القديمة، حيث يبلغ عرضها 35 مترًا، ويبلغ ارتفاعها 12.5 مترًا، وفي مقدمة الواجهة ستة أعمدة متوجة برءوس حتحورية على شكل الصلاصل الموسيقية، بُنيت بوابة المعبد بواسطة كل من الإمبراطور “دوميتيان”، والإمبراطور “تراجان” في القرن الأول الميلادي.
وأهم ما يميز المعبد هي التيجان الحتحورية الرائعة، ومناظر الأبراج السماوية التي تزين سقوفه، وأسطورة اتحاد حتحور مع قرص الشمس، ومقصورة الإلهة نوت إلهة السماء، وعلى الجدار الخلفي تقف كليوبترا وابنها قيصرون في منظرين أما حتحور وأرباب أخرى خلف المعبد يقف معبد صغيرا لإيزيس مبنى من قطع أخذها الإمبراطور أغسطس من مبان سابقة كانت في الموقع.