بقلم: كنده الجيوش
صعقنا وتألمنا جميعا لرؤية جورج فلويد يموت بينما .. ربما.. لم يكن الشرطي مقتنعا بانه صادق.. يارب رحمتك ..
ونتألم اذ نرى أطفالا جياع يحيط بهم الفقر سواء بالمخيمات او في بيوتهم داخل بلادهم التي عانت من ويلات الحرب مثل سوريا والعراق.. او حتى بلدان عربية لم تعاني من الحرب ولكن نصف شعوبها ترزح تحت خط الفقر وبالتالي تحاصرهم العنصرية الاقتصادية التي تنال من كرامة الانسان كل يوم!
وإذا نظرنا قليلا الى خلفية هذا المنظر المؤلم لموت فلويد — وحيثياته وتفاصيله العنصرية الى حد بعيد — لبحث أسباب هذا النوع من العنصرية نرى انها لا تنطوي فقط على الممارسة العنصرية المترافقة مع ذوي البشرة السمراء الداكنة وإنما لها جانب اقتصادي كبير من التفرقة العنصرية الاقتصادية. وطبعا جوانب الموضوع كثيرة ومتشعبة ولكني اركز على الفقر اليوم!
الفقر الذي يقبع على صدر الملايين من اصحاب البشرة الداكنة وليس فقط في امريكا بل وفي العالم.. حلقة الفقر قبيحة وتقود الى مزيد من الفقر وقلة الثقافة والتعليم بالإضافة الى الممارسات الاجتماعية الخاطئة.. وطبعا هناك نسبة لا بأس بها نجحت وربما بصعوبة بالإفلات من هذه الدائرة المقفلة نحو مستقبل كريم بينما بقيت الغالبية تحاول وتعاني.
واستدرك لأؤكد بان الفقر وحده ليس مسؤولا عن الضحالة الفكرية وقلة الثقافة والإحساس بالآخرين لان هناك الكثير من البيض من الأغنياء بل وممن يملكون المليارات والبلايين وهم يفتقرون الى الأخلاق الانسانية او الثقافة الانسانية التي تمكن الانسان من ان يجلس على درجة اعلى من بقية الكائنات في سلم المخلوقات على سطح الارض. ونرى منهم فكرا عنصريا مخجلا لهم ولنا كبشر!
اليوم هناك ثلاثة أشخاص في الولايات المتحدة يملكون اكثر من نصف ما يملكه الاميركيون مجتمعين! وبعض من هؤولاء وغيرهم من الأثرياء هم أشخاص ناجحين وارتقوا فكريا لدرجة انهم يساهمون ويتبرعون بأجزاء كبيرة من ثرواتهم لعمل الخير! ولكن هل يكفي هذا دون ان يكون هناك عمل منظم لانتشال الملايين من البشر من الفقر ومصائبه. بالطبع لا!
هناك الكثير من الأثرياء حول العالم من السود او من ذوي البشرة السمراء من الغربيين او العرب ويحصلون على كل الاحترام بالمعاملة أينما ذهبوا لانهم أثرياء!! ويفرش لهم الطريق بالورود وانحناءات الرؤوس وليس هناك من عنصرية ضدهم بالتعامل.. على الأقل بوجههم .. وخلفهم هو امر اخر..
الفقر أبو وأم المصائب في العالم!
وقد راينا كثيرا من اصحاب النوايا الطيبة من الشعوب العربية والغربية وغيرها — ومنهم الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر ومنهم الكندي روميو دالير وغيرهم — وممن يعملون وبقوة لمحاربة العنصرية والفقر في مناطق مختلفة حول العالم.
وبينما نتألم مع جورج فلويد فاننا نتألم مع شعبنا العربي الذي يعاني من حلقة الفقر المحكمة بقوة والتي لا تهدد وجوده الحالي فقط وإنما مستقبله.
الفقر الذي يهدد بقاء مجتمعات على حالتها الحضرية.. الفقر الذي يهدد صحة الانسان وسلامة تعليمه ومستقبل ثقافته. واليوم الكثير من دولنا العربية مهددة بالجوع الحقيقي وأقربها اليه بعد حرب طاحنة بشعة هي سوريا!
هم يحتاجوننا اليوم لنقدم كل أنواع الدعم للسوريين كشعب – نعم دعم لهم كشعب — عانى من ويلات الحرب والدمار حتى لا نساهم بالنيل مما تبقى من إنسانيتهم
بلداننا العربية واخوتنا بالإنسانية يحتاجون ان نقف معهم ضد الفقر والجوع .. ونساعدهم بكل أشكال الدعم ضد الالم وضد الفقر العنصري.
نعم انه الفقر العنصري !