بقلم: ريتا حبيب قازان
الإحساسُ يولدُ من العدم، وليدُ اللَّحظةِ أسيرُ الرَّمق، يتوارى وراء همسةٍ أو غمزةٍ أو حتَّى صمت ..
أنا واهٍ وليس ذنبي، أضعفُ أمام سحر امرأة، فلا أقاوم النَّبضَ داخلي حين ينبض، ولا أحارب جنون مشاعري .. فأختبئ وراء قضبان الشَّغف ..
كم تمنّيتُ أن أكونَ صخرةً في حضرةِ النِّساء، ولكنّي كأوراقِ الشَّجرِ أتساقطُ من نفحةِ هواء ..
مشاعري غدَّارةٌ، فأنا أعشقُ بصمتٍ وصُراخ، أشتاقُ بفِكري كما بالمُباح وأتألَّمُ لفُرقةٍ كما للِّقاء ..
أنا لا أخفي عنكِ نزواتي، إذا خُنتُ اعْتَرفَ لساني، وإذا قبَّلتُ فَضَحتْني ابتسامتي، وإذا جرفني الحبُّ قرأتِ بريقَ عينيّ ..
أحبُّ النِّساءَ وحُبهنَّ سلاحي وثَباتي، لكنَّني أعشقكِ من أطرافي حتَّى عظامي ..
فأنتِ قِمَّة ضَعفي وملاذي ..
لماذا يا حبيبتي، تمحين الصِّفر من أرقامِك وحساباتِك ومن لائحةِ الضَّارعين ..
في غضبِ الطَّبيعةِ، براكين تقلبُ الأرضَ ولكنَّها بعد الجنونِ تَلين، وتعودُ إلى نقطةِ التَّكوين ..
اعتذرتُ منكِ ألفَ مرَّة، فأنا ما قصدتُ التَّذليل ..
آدم وحواء أخطآ في التَّاريخ واستحقّا المسامحة، فلا تنسي أني من نسلِ آدم أستحقُّ السَّماح ..
تستهويني الجميلات وأبغي التَّبديل .. ولكنَّكِ شمسي وفيكِ أغيب،
وأنتِ ليلي وفيكِ أطيب .. أنتِ في ضلوعي تمكثين وفي شراييني تَجرين ..
أحبُّ فيكِ العنادَ وكم تُغريني في الصَّميم، تُشعلينَ مشاعري من سِنين ..
لا أستجدي منكِ التِفاتَةً بل أبغي التَّعميم، أقفُ عند بابِك متوسِّلًا للمستحيل .. سامحيني للمرَّةِ الألفِ وواحد، فهل أطلبُ الكثير ..
أعرفُ أنِّي خَطئت، واستيقظَ فيَّ الضَّمير .. بالصَّلاةِ والصَّومِ يقبلُ الله غسلَ الخطايا، فهبيني السِّراط المستقيم ..
قلبُكِ الرَّقيق يا حبيبتي يعرِفُ السَّبيل، فمن الصِّفرِ يبدأ التَّغيير، أريحيني وأضيفي صفرَ التَّكوين ..
سامحيني واعذري تطفُّلي، فالغفران من شِيَمِ العاشقين، وأحبِّيني في كلِّ حين، تاريخُ صلاحيَّتي يتقلَّص ..
لكنّي، لا أعدكِ بقلبِ الموازين .. ففيَّ خِصالٌ غيرَ قابلةٍ للتَّصحيح ..