بقلم: عادل عطية
لماذا تحتفل بيوم مولدك؟!..
هكذا سألني!
ومع أنه ظهر وكأنه ينسحب إلى ركنه خجلاً، ككل سؤال سخيف!
ومع أنه انتزعني، قليلاً، من ملكوت المحبة، حيث صحبة من المشاعر المشجعة لكثيرين، يلقون لي بتحية التهنئة: اتمنى لك عيد ميلاد سعيد في هذا اليوم، وأتمنى لك عاماً سعيداً!
إلا اننيشعرت بطريقة ما، بانني جزء من هذا السؤال، وأن الإجابة، تبدو وكأنهاتخترق أفكاري المسبقة؛ لذلك لم أملك أكثر من لحظة، لأفكر بما سأقول!
أحتفل بيوم مولدي؛ لأنني موجود، ووجودي هذا هو تأكيد على ترحيب بي من الله!
أحتفل بيوم مولدي؛ لأن الله صوّرني منذ الأزل في ذهنه؛ ومنحني روحاً؛ لأخوض رحلتي البشرية، في سحر الأيام، وغناء العمر!
أحتفل بيوم مولدي؛ لأن الخالق أراد أن يصنعني؛ حتى يُعبّر عن محبته الحماسية، الأكثر جمالاً، وسلاماً، وبهجة!
أحتفل بيوم مولدي؛ لأفتخر بأن والدايّ،بإنجابي، كانا يشاركان الله في تكويني، ويُظهران آثار خطواته على الأرض!
أحتفل بيوم مولدي؛ لأن الله أخرجني من العدم إلى الوجود؛ لأعيش في الزمن، على أنوار الأبدية والخلود، ويضعني وجها لوجه مع اللانهائية!
أحتفل بيوم مولدي؛ لأن الله أراد أن يعلن من خلالي، أنه لم ييأس من الإنسان، أي إنسان، وأنه يتحدى بيهذا الكون!
،…،…،…
ألا يكفي هذا؛ لنسأل أنفسنا، كل عام:
لماذا نحزن على الشموع المضيئة، التي تلامس أعمارنا، وهي تنطفيء، بعد أن كانت ظلاً على الأرض؟!..
ولماذا لا ندافع ضد الذين يسحقون زهرة بشريتنا؛ لأنهم يجدون في احتفالنا بيوم مولدنا: بدعة، وهرطقة، وضلال؟!..