بقلم: عادل عطية
هوذا يأتي اليوم الحادي عشر من شهر ايلول – سبتمبر، كما في كل عام!
يذكرنا بأن خطايا الارهاب لم تنته بعد، وان المجرمين مازالوا أحياء، وفي حياتهم تحيا كل أنواع: الخسة، والنذالة، والشر!
ويذّكرنا بذلك السؤال، الذي لن يملّ عن تكرار ذاته، ربما ليظل السؤال حياً في تاريخ لا يزال يُعيد نفسه:”ما الهدف الذي يمكن أن نموت لأجله؟”..
ان ملك الموت، يستغل إيماننا، وعواطفنا، وظروفنا الصعبة. يسبق أعمارنا، ويشق طريقه في مناحي حياتنا، حتى يقف أمام كل واحد منا، ويصارعنا بوسائله الجبانة!
قد يكون من العبث أن نضع أمامه علامة استفهام شامخة، تحاكي برج القاهرة في علوه، وضخامته، وبالتأكيد لن نستطيع اسئصال جذوره، والإفلات منه، حتى وان استعملنا تعابير عصرية لطلائه، أو لتغطيته!
فكم من اناس يموتون غرقأ، وهم يتسللون عبر البحر، بحثاً عن الحرية، وعن حياة أفضل!
وكم من اشخاص ضحوا بأنفسهم؛ حتى يحموا أوطانهم من خطر داهم، أو ينقذوا أبناءهم، واحباءهم من موت محقق!
وقد يأتي إلينا الموت بخيارين، لا ثالث لهما: إما أن نتنازل عن شيء معين، وإما أن نموت.. وتكون النتيجة: أن نخلق الوقت العظيم في التاريخ!
فكم من اناس قضوا؛ لأنهم رفضوا أن يتراجعوا عن قضيةنبيلة،يعيشون لها، أو أن يفرّطوا في ايمانهم القويم!
تتصاعد، الآن، أمامي رائحة الشهداء الأقباط الذكية، الذين بذلوا حياتهم على يد الطغاة، الذين طالبوهم بالتراجع عن إيمانهم وإلا الموت.. فاختاروا الموت المقدس!
ولكن هناك اناساً، اختاروا أن يصطفوا مع الموت الدنيء، وأن يرفعوا رايته السوداء على الكرة الأرضية، وأن يعيش تحت ظلالها آلاف الجرحى، والقتلى، ومن جُزّت رؤوسهم!
وبعضهم يقدم ذاته، عن حب، قرباناً للموت الذي عبدوه؛ ليهبهم حوريات من صنع أمنياتهم؛ فيزرعوا أجسادهمبالعبوّات الناسفة، وغرضهم أن يموت معهم الآخرون!
ان الإجابة عن التساؤل: من أجل أي شيء نموت؟..
يكشف لنا:
لماذا يُطلق الأقباط على اليوم الحادي عشر من الشهر التاسع: “عيد النيروز”!
بينما يطلق عليه الامريكان: “اليوم المشئوم”، و”يوم الرعب، والموت، والدمار”!