بقلم: كنده الجيوش
اسرد اليوم حادثة صغيرة وجميلة وكبيرة في معناها في مونتريال وقصة أخرى من مدينة نيويورك .. وفكرتها تتأرجح مابين الأمانة وعراقة الإنتاج والفخر بالمنتج وثقافة البلد.
محل تيفاني العريق للمجوهرات في مدينة نيويورك لديه قطعة تباع وتعلق بمفتاح المنزل وعليها عبارة «Please Return to Tiffany .. « وبقية الجملة بما معناه أي «أرجو أن تعيدها إلى محل تيفاني الرئيسي في نيويورك.»
والفكرة من وراء ذلك أن كل قطعة لها رقم وفي محل تيفاني يعرفون من خلال الرقم من هو صاحب هذه القطعة وبالتالي تتم إعادة ما كان ضاع لصاحبه! وهي طريقة سهلة لإعادة ما ضاع ..
وهي أيضا تشجع الأمانة فوق كل شيء ولكنها أيضا تفخر بالمنتج وتفخر بهذه العلامة التجارية التي تشجع المنتج وتفخر به وكأنه احد أولادها المسجلين عندها.. وتفخر بما تقوم به كذلك لأنها تشجع الأمانة من خلال هذا المنتج.. هذا المنتج يحمي المنزل وربما كل ما هو غالي على قلب إنسان من ذكريات مادية أو معنوية مرتبطة بالشيء المادي.
وهذه الفكرة أخذتني إلى مونتريال وعبارة ارددها في قلبي دوما وهي «مونتريال حيث لا يضيع شيء! « وأنا افخر دوما بعراقة مدينتنا وبأنها مثل المدن الكبرى يحصل فيها كل شيء ولكنها مختلفة بان عامل الإنسانية والأمانة فيها قوي جدا على مستوى الأفراد والشارع.
وكثير من الأحيان نرى أشياء فقدها أصحابها وقد وضعت على جانب الطريق ولعل صاحبها يعود ليبحث عنها هنا حيث ربما وقعت منه او منها ويجدها. أشياء صغيرة وأحيانا أشياء كبيرة بمعناها في قلوبنا. وكم هو جميل أن نجد شخصا قدر أهمية هذا الشيء ورفعه جانبا كي نراه.
وهذه قصة حدثت معي وكان لدي شال أحبه زهري وعليه الكثير من الورود.. ويوما ما وأنا امشي وقع مني دون معرفتي. وبعد وقت ليس بالقصير اكتشفت ذلك وعدت امشي بنفس الطريق وأمل أن أجده على الأرض ..
وحذرني زوجي أن هذا الأمر ربما مستحيل. وقلت لا هذه مونتريال وأهلها امنيون يضعون الشيء جانبا وربما يأتي صاحبه. ورفعت رأسي في نفس اللحظة وكان هاهو الشال معلق على عمود على طرف الشارع..
«مونتريال حيث لا يضيع شيء!»
وسبحان «الرحيم» من لا تضيع عنده الودائع !