عادل عطية
العصر الفاطمي.
قاهرة المعز.
جبل المقطم.
رأيت من يصعد، ومن يهبط، ومن ينحدر، ومن يظل على القمة.
قال لي المرشد: لقد رأيت قصة بعض الناس، فهل سمعت عن قصة هذا الجبل، وقصة مجيئه إلى هنا؟
وجاوبت على سؤاله، بسؤال:
ـ وهل يتحرك الجبل؟!..
ـ أنها المعجزة!
ـ كيف؟!..
ـ جاء أحد المقرّبين الشاكين المتشككين في إيمان قوم مؤمنين، إلى الخليفة المعز لدين الله، وقال له: “هؤلاء عندهم وعد أكيد، يقول: “لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل؛ لكنتم تقولون لهذا الجبل: انتقل من هنا إلى هناك، فينتقل”!
فكّر الخليفة، وقال:
ـ يوجد جبل يكتنف القاهرة، وإذا أزيح عنها؛ يصير مركز المدينة أعظم، وأوسع!
ثم استدعى كبير المؤمنين، وأمره بتحقيق هذا الوعد الذي يؤمنون به.
وبعد ثلاثة أيام ـ وهي المهلة التي طلبها كبير المؤمنين من الخليفةـ، جاء بصحبة رجاله، وشعبه، إلى الجبل، وبدأوا الصلاة والسجود لله، فكان كلما رفعوا رؤوسهم، ارتفع الجبل، وكلما انحنوا نزل إلى الأرض، وإذا ساروا سار أمامهم، حتى كادت أن تنقلب المدينة!
ولذلك، أطلقوا عليه: “جبل المقطم” من القطم وهو القطع؛ لقطعه وانتقاله!
ـ ولكني لا أؤمن بذلك؛ فالإيمان رؤية، والرؤية إيمان، قلت ذلك للمرشد.
ولكنه قال معترضاً:
ـ الإيمان هو الإيقان بأمور لا ترى، ثم أن المؤرخ المقريزي ذكر هذه الحادثة في كتابه: الخطط المقريزية.
عدت مرة أخرى إلى الجبل، لعلى أرى الإيمان، وصوت المرشد يتردد في اذني: “الإيمان هو الإيقان بأمور لا ترى”!
كان الوقت ليلاً.. لكني رأيته.. رأيت وجهاً لوجه في الظلام!