بقلم: فرج ميخائيل
عجت للدقة فى تنفيذ العقوبات المستمرة على الافراد برغم ان نفس المخالفات ترتكبها الجهات الحكومية والتنفيذية ولكن ليس هناك – طبعا- اى جزاءات..ومهما كان هناك من اهمال يؤدى احيانا بحياة الافراد او التسبب فى الحوادث وغيره فكم من مبررات تظهر ومهاترات ليس لها قيمة فيضيع حق الناس هباء….
عجبا ..انهم يتسارعون لتنفيذ القوانين …ولكن هل يجوز ان لا تتوافر اماكن لوقوف السيارات فى الاماكن التجارية الاكثر ارتيادا ونرى المخالفات تنهال بل و احيانا يلجأن الى تثبيت السيارات عن طريق آلات معينة ويسبب ذلك ارتباكا شديدا فى حركة المرور….
وعندما تقوم الجهات التنفيذية بتنفيذ الاوامر للحفر فى الطرق العامة لمد خطوط تليفونات او كابلات كهرباء ..فلا أبالغ ان قلت انها تستمر لشهور عديدة لا يتم ردمها او ازالة المخلفات.
اما الطامة الكبرى فهى كارثة النفايات فتجرح العيون وتشمئز من منظرها العيون.. وبخاصة عندما تتواجد امام المنشآت التعليمية..التى يتعلم فيها الطلاب الجملة الأكثر انتشارا “النظافة من الإيمان ولكن عند تركه للمؤسسة التعليمية تكون الصدمة التى تؤثر فى شخصيتهم وأسلوب تعاملهم وفى طريقة تفكيرهم مدى الحياة…لأنهم يتعلمون شيئا ويصدقونه ويطبقونه بمنتهى الأمانة ولكنهم ايضا فى نفس الوقت يتعلمون الخداع وان ما يتعلمونه فى الكتب لا يرى النور فعندما تغلق الكتب تغلق على كل المبادئ والقيم الجميلة فيتصرفون بتهاون واستهتار وعدم الاكتراث وعدم الثبات على المبدأ .. فقد مضت سنوات وسنوات لم تستطع المجالس المحلية ان تعيد للبلد جمالها ورونقها…
ويوجد كثير مما نطلق عليه اسم “ الخرابات” تنتشر على جانبى الطرق وتكون مأوى الحيوانات الضالة و بمثابة “حضانة” للميكروبات والحشرات… ولا حياة لمن تنادى.
والأكثر عجبا..فإن الكثير من المناطق والاراضى مهملة تماما ..ولكن عندما يتجرأ اى مستثمر من شرائها لإقامة مشروع يعود بالنفع سواء كان تجارياً او سياحياً ..نري كل الجهات فجأة تنشط وينتشرون فجأة يحومون حول المكان يفتحون الكتب ويذاكرون القوانين الاساسية والفرعية ليس بحثا عن ما يمكن ان يساند المستثمر انما لزرع العديد من المعوقات وسد الابواب
ولا يتركون حتى نافذة امل واحدة يستطيع من يريد ان يسعى لتحيق احلامه و يثبت نفسه على ارض الواقع ان يستنشق هواء عليل يريحه من تعب الكد والكفاح …
وهناك امر آخر فى غاية الخطورة وهو اننا من البلاد ينتشر فيها الشحاتين لدرجة انهم يهددون امن الاطفال والكبار على السواء..
ومما يثير الدهشة اننا بلد غنية بما حباها الله من مظاهر طبيعية :من جبال وصحارى وشواطئ ومزارات وأنواع عدة من السياحة.. بالإضافة الى تاريخها العريق وحضارتها ..ونضالها على مر السنين للدفاع عن حريتها بل و تثور وتدافع لإخوانها وتتحمس لمختلف القضايا ولها صوت مسموع..ولديها الكثير من موارد الدخل وقد حباها الله سبحانه وتعالى بالكثير من المناظر الخلابة التى تأخذ العقول ولديها اقوى ثروة بشرية ..ومع هذا يطلق عليها بلد نامية.
وسؤال اريد ان اطرحه على القارئ العزيز طالما احترت فى البحث عن اجابة عنه ترضى العقل الا وهو : كيف لدينا هذا العدد الهائل من المثقفين والحاصلين على اكثر من شهادة عليا ودرجات الماجستير والدكتوراه ..ومازال الى يومنا هذا نعانى من التعليم الذى لا يناسب العصر الذى نعيشه ولاتخاطب العقل انما تعتمد على الحفظ او “الصم” ..والدليل ان لا تعد اجابة الطالب صحيحة ان لم تطابق اوراق الاجابات النموذجية التى يقومون بتوزيعها على المصححين..اليس فى هذا ظلم واستهانة بالعقل..ناهيك عن المواضيع التى لا تخاطب السن العقلى والتى يجب ايضا ان تبني نفسيا وأخلاقيا..!!!
وتحضرنى كارثة اخيرة هى كارثة وزارة الصحة ونقص الادوية وارتفاع اسعارها والمستشفيات الحكومية غير اللائقة والأطباء قليل الخبرة الذين لم ينالوا القسط الكافى من التدريب الذى يمكنهم من اسعاف المريض.
فكيف لأناس يعيشون تحت هذه الضغوط ان يقاوموا بل ويتحدوا بل وينتجوا ويحققوا انجازات ونجاحات وعليهم ايضا ان يربوا اولادهم تربية قويمة ترتقى بتفكيرهم وتوسع مداركهم حتى يشرق مستقبلهم ويضئ نجمهم عاليا فتنبهر ببريقه الدنيا ويسترشد بنوره كل تائه يرغب فى ايجاد الطريق السليم.
آه يا بلد!!!!