الاعمال الإرهابية التي قام بها بعض من أصحاب الأمراض النفسية والمجرمين تحت اسم الإسلام جاء وقعه كبيرا خلال الأسبوع الماضي.. أمر خطير وسيء جدا هو الاستمرار بانتحال صفة الإسلام وتشويه تعاليمه ليتناسب مع مفاهيم وتعاليم متشددة تبرر قتل النفس البشرية.. وهنا يجب أن نردد ونتذكر ونؤكد أن الإسلام دين تسامح ولا يسمح بالقتل.. وان كانت هناك تفاسير متشددة فهي قراءات و اجتهادات ولا تجمع عليها الأغلبية وتم محاربتها من قبل المتنورين عبر العصور.. وان كان هناك من يريد أن يعيد هذه المفاهيم المتشددة فيجب أن نقف له بالمرصاد لأنه يريد أن يعود بنا إلى عصور سوداء متخلفة غير انسانية.
والأسوأ هو استهداف الأبرياء باسم الإسلام لأن قتلهم هو بطاقة الدخول إلى الجنة.. الجندي الكندي الذي قتل في أوتاوا لم يكن مسلحا وكان رمزا سياحيا مسالما يشبه الشخصية الكندية إلى حد بعيد.
جاء شخص مريض ومجرم ومغرر به وادعى الإسلام وقتل هذا الجندي وانتهك حرمة وأمان برلمان كندا وهو من أهم البرلمانات وأكثرها ديمقراطية واجملها بانفتاحها على الشعب وقربها من الناس.
عمر الغبرا وهو عضو برلمان كندي سابق من اصل سوري ومرشح عن الحزب الليبرالي المعارض والذي انتقد حزبه مشاركة كندا بالعمليات العسكرية في العراق وسوريا ضد الدولة الإسلامية، يقول بأن الجالية العربية والمسلمة في وضع صعب لانها ليست طرف حقيقي في هذه المعادلة ولكنها بالتأكيد جزء مهم من الحل.
ويشير إلى ان هؤولاء الأشخاص “لم يعتنقوا الإسلام وإنما اعتنقوا فكر داعش.. ومن المهم هنا التذكير بأن الجالية العربية و المسلمة لها دور مهم في محاربة هذا الأمر ونحن يجب علينا أن لا نتجاهل الموضوع. نحن أصبحنا جزء من هذا الأمر شئنا أم أبينا وعلينا مواجهة التطرف وفضحه. وفي نفس الوقت يجب أن نسعى للتعايش الإيجابي والتفاعل السياسي والاجتماعي مع المحيط الذي نعيش فيه. “
ويقول:” للأسف بعض الناس يقول مؤامرة.. نحن نقول ربما هناك مؤامرة ولكننا لن نتخلى عن دورنا ومسؤوليتنا. هذه هي كندا وهي بلدنا وهي مستقبلنا ومستقبل أولادنا ويجب أن لا نتردد بالتصريح المعلن ضد كل أشكال الإرهاب لأن التطرف هو أسوأ أسلوب للتغيير والتعبير عن النفس. “
وتقول السيدة ماريا موراني، وهي عضو برلمان مستقل من اصل لبناني ولها دراسات واسعة في مجال محاربة الجريمة ودور التعليم وعملت كثيرا خلال السنوات الماضية علي حث البرلمان لاتخاذ إجراءات لإبعاد الشباب الكندي عن أعمال العنف التي تجري في الشرق الأوسط، انه يجب ان يكون هناك اليات متنوعة للحد من هذا الأمر.
و تضيف:” يجب أن يكون هناك برامج توعية وبرامج تعليمية وتثقيفه تحارب هذا الفكر المتطرف. ويجب علينا تخصيص الموارد المائية والبشرية لهذه البرامج والعمل مع الجالية بنشاط في هذا الإطار. هذه مسألة لا يمكن لنا حلها فقط من خلال بنود القانون وسحب جوازات السفر .. كندا في حالة حرب و تشارك في المواجهة المسلحة في الشرق الأوسط.. ومن المتوقع أن يصل إليها ردات فعل على ما يحصل في سوريا او العراق..نحن لانريد هذه المشاركة العسكرية هنا أو هناك ونرى كندا أفضل بدورها في صنع السلام.. لكن وبغض النظر أن كنا نوافق على مشاركة كندا أم لا.. الأهم من ذلك هو أن تكون كندا مستعدة لإفشال أي هجمات على أراضيها حتى تبقى بلد سلام وبلد آمن.. وأقول لكم: انا ارى في طريقي إلى عملي داخل مبنى البرلمان كل يوم سيدات يقمن بممارسة اليوغا في حديقة البرلمان وأشخاص آخرين يلعبون الموسيقى أو يتنزهون. نحن نريد الحفاظ على هذا البلد وجمال ثقافة هذا البلد. “
كيندا الجيوش