بقلم : فـريد زمكحل
بعد ساعات ستحتفل الكنيسة الكاثوليكية في الغرب بعيد القيامة المجيدة للسيد المسيح له كل المجد من بين الأموات.
وقيامة المسيح قيامة أبدية تتفوق في مفهومها على إقامته لصديقه لعازر بعد أن أنَّتن، وللشاب وحيد أمه الأرملة، وللطفلة الصغيرة من الموت، وذلك لأنهم قاموا بسلطانه وبكلمة من فمه، بينما قيامته كانت قيامة شخصية ذاتية وبسلطانه الذاتي على ذاته لأنه الله الكلمة المتجسّد خالق السماء والأرض وكل من عليهما من الكائنات الحيّة.
الذي سيقف أمام عرشه الجميع في يوم الدينونه العظيم .. والذي لولا موته وقيامته ما كان لأحد أن يقوم من الأموات لا في الحياة الدنيا ولا في اليوم الأخير.
خاصة وهو الجسر الوحيد لعبور كل حي من الموت إلى الحياة الأبدية، الأمر الذي يدفعني للتوجه إليه اليوم بكل أتضاع بمناسبة ذكرى قيامته المجيدة بصادق الدعاء لكي يقيمنا ويقيم هذا العالم من عثراته المميتة نتيجة ابتعاده عن الله والإيمان بالله سالكاً طريق القوة والغرور وسفك دماء الأبرياء في كل بقاع الأرض.
أتوجّه إليه لأنه الملاذ الوحيد لانتشال العالم من برائن الموت والدمار وكل ما لا يُرضى صلاحه القدوس.
نعم بعد ساعات سوف يتذكر العالم بأن هناك إله حي صُلب عنا ومات لأجلنا ولأجل خلاصنا وخلاص العالم بإرادته الذاتية المُحبة للبشر كل البشر والرحيمة بالجميع.
نعم بعد ساعات قليلة سيسجد العالم تقديراً وعرفاناً لسر الفداء العظيم لله الظاهر بالجسد، مرددون مع ملائكة السماء مرنمون المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وفي الناس المسّرة ومبارك الآتي بأسم الله، ليذكّرونا جميعاً بهذا الحدث الجلل وبالطريق الوحيد للوصول للمجد والخلاص والسكنى في ملكوت الله.
بالفعل وبالحقيقة «عظيم هو سر التقوى الله ظهر بالجسد» ليكون معنا ونكون معه، واحد صحيح لا يقبل القسمة ولا يرضى بالطرح، كما أنه مع الآب والروح القدس إله واحد من قبل نشأة العالم وإلى نهاية الدهر لا يعرف الطرح ولا يقبل القسمة..
فكل عام وجميع شعوب العالم بخير وصحة وسلام بمناسبة عيد القيامة المجيدة!!