بقلم: فريد زمكحل
تكلمت في مقالي الإفتتاحي السابق عن العهر السياسي السائد حالياً، ويُدار به ومن خلاله العمل السياسي الدولي بصورة مقززة ومحبطة، تبشر بوقوع المزيد من المآسي الإنسانية حول العالم خلال الاسابيع والشهور القادمة، خاصة بعد تهديد الرئيس الأمريكي بإمكانية إلغاء القمة المرتقبة بينه وبين زعيم كوريا الشمالية كيم جون أونج، والذي كان من المتوقع عقدها في سنغافورة في 12 يونيو المقبل، وفقاً لما جاء في قناة الحرة الأمريكية، هذا في الوقت الذي يُجرى فيه محادثات بين الرئيس الأمريكي وبين نظيره الكوري الجنوبي مون جاي-آن في البيت الأبيض في محاولة جادة من الأخير لطمأنة الرئيس الأمريكي بأنه السبيل الوحيد الذي قد يؤدي إلى تحقيق أختراق حقيقي تاريخي لتصحيح مسار الكورتين وتوجيهه نحو السلام، خاصة بعد إعتراف الإدارة الأمريكية بأن الرئيس الكوري الشمالي جاد في التخلي عن برنامجه النووي.
والسؤال هنا لماذا يحاول الرئيس الأمريكي إهدار فرصة تحقيق السلام بين الكوريتين رغم كل ما قام به الرئيس الكوري الشمالي من خطوات لإثبات حسن النوايا من جانبه؟
وهل هذا السلام والتقارب بين الكورتين سوف يكون لصالح المصالح الأمريكية في هذه المنطقة من العالم، أم أن مثل هذا السلام سوف يهدد وبصورة مباشرة مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في هذه المنطقة، حيث لن يبقى وجودها مبرراً بعد تحقيق مثل هذا السلام بين الدولتين في هذه المنطقة من العالم؟
وفي يقيني أن المكاسب الكثيرة التي تعود على الولايات المتحدة الأمريكية من استمرار النزاع بين الدولتين أكثر وأكبر بكثير مما سيعود عليها في حال تحقيق السلام ونزع فتيل الأزمة بين الكورتين، وهو ما يعني بأن المكاسب والمصالح أهم من تحقيق السلام والأمن والأستقرار في العالم ولو كان على حساب الشعوب، وهو باختصار نفس التفكير المُتبع والأسلوب الممارس من قبل تُجَّار مافيا السلاح والمخدرات والرقيق الأبيض وغيرهم الذين يحصدون المليارات سنوياً بمشاركة ومباركة بعض الحكومات التي تتكلم نهاراً وليلاً عن حقوق الإنسان وهم أول من لا يطبقها أو يهتم بها!!
لتحيا الدعارة ويسقط السلام بكل ما يحمله من قيم نبيلة ورخاء واستقرار لشعوب العالم أجمع.