بقلم: عادل عطية
انتشر الفساد، وحاط بنا كالدائرة، حتى صار الأصل في حياة الناس، هو قبوله، وتوقعه على الأقل ممن هم أعلى منهم!
وللفساد نتائج مميتة، ولكننا لا نجابهه إلا إذا هجم علينا، رغبة عنيفة في ابتلاعنا!
وبعيداً عن نظرية: “طبيعة الإنسان الفاسدة”، لم نحاول أن نسأل أنفسنا: لماذا الحماقة غزيرة وسائدة، واللاكفاية رائجة، والاستقامة سقيمة، واللصوص كثر، والسلطة تفسد، على كثرة بيوت العبادة في بلادنا؟!
لقد وجدت في سبيل البحث عن الإجابة، ما هو أخطر بكثير من السؤال ذاته!
ذلك لأن في الإجابة ما هو شائك، ومؤلم. وهذا يتطلب منا المزيد من الأمانة، والشجاعة. والثقة حتى نقاومه؛ لأن الذي نريد مقاومته، ما هي إلا أفكار بشرية مغرضة، يلبسها البعض رداء الدين البهي، لتصبح وكأنها أفكار الله!
ألسنا، عندما تمسك بناهب، أو سارق، أو مختلس، أو مرتشٍ.. يفاجؤنا البعض بتبريرات مدهشة، تُبيّض وجه هذه الأفعال السيئة، بالقول: هذا من رزقه الذي كتبه له الله.. كل ما أتى به هذا الشخص، أنه استبق الوقت في الحصول على قسمته، ونصيبه!
أما الشيء المروّع والمخيف، والذي يبرر ـ بالكذب ـ الاستمرارية في الفساد، ما ادعاه البعض بأن جبريل جاء يوماً إلى النبي؛ لكي يبشر أمته: “من قال لا إله إلا الله دخل الجنة.. وإن زني، وإن سرق، وإن شرب الخمر”، ثم يؤكدون هذا الحديث على لسان ابي ذر الغفاري!
أنا لا أصدق هذا الحديث، وأن يكون صادراً عن نبي بقيمة محمد، وإلا كان الدين نفسه، ما هو إلا فساد آخر!
صليّت أن أنتصر على هؤلاء الذين يتلاعبون بسهولة بالجهل، للحصول على أمتيازات شريرة، ومستمرة!
وقد اتاني جواب من اعماقي: “ناضل”!
وهذا ما فعلته!