بقلم: رفاه السعد
بعد مرور اكثر من خمسة اشهر على الانتخابات اعُلن تشكيل الحكومة العراقية الجديدة برئاسة عادل عبد المهدي.
تشكيلة وزارية لم ترى النور الا بعد معاناة وضغوط سياسية وصفقات ووعود فالكتل والأحزاب السياسية لم ترق لها فكرة اختيار وزراء مستقلين ولم تقتنع بحكومة تكنوقراط التي دعا اليها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر والتي فازت كتلته «سائرون» في الانتخابات بالأغلبية.. معظم السياسيون راهنوا على تكرار التجارب السابقة في اختيار حكومة محاصصة مقسمة حسب الطوائف والقوميات ورغم تصريحات عبد المهدي الرنانة بحكومة مستقلة ومشاركة جميع الاطراف فيها ودعوته لفتح باب الترشيح الكترونيا إلا ان الرياح جاءت بما لا تشتهي السفن وتشكلت حكومة محاصصة جديدة لاربع سنوات قادمة
وهنا السؤال اين الكتلة الاكبر التي اخرت تشكيل الحكومة والعراقيين تفاءلوا خيرا بها ..؟
لماذا توقفت شعارات الاغلبية ولا للمحاصصة اين حكومة التكنوقراط؟
فما حدث ان الاحزاب قدمت مرشحين للوزارات وتم تقاسم الكعكة من جديد ورغم ضغط كتلة سائرون ورفضها لبعض المرشحين مثلما حدث قبل يومين في جلسة تصويت البرلمان على الكابينة الوزارية..حيث كان ضغط سائرون واضح عندما رفض اعضاؤها التصويت على تسلم فالح الفياض منصب وزير الداخلية
الكابينة الوزارية التي اعلنها عبد المهدي لاقت انتقادات كثيرة فقد كانت صدمة للعراقيين الذين كانوا يترقبون حكومة الأغلبية الان ولكن الواقع كان احتكار وزارات من قبل احزاب معينة بل وفرض وزراء واختيار وزارات .. هذا بالإضافة الى الغياب التام للمرأة وحرمانها من استحقاقاتها.. والأدهى وجود وزراء مشمولين بقانون المسائلة والعدالة ومنهم متهمين بقضايا فساد وليس هذا فقط بل كشف بعض المسؤولين المعارضين لتشكيل الحكومة عن تزوير لشهادات بعض الوزراء الجدد وإخفاء معلومات في سيرتهم الذاتية بل وكشف بعضهم المستور معلنا صلة القرابة بين الوزير والكتلة او الحزب الذي ينتسب إليه .. فمثلا وزير الشباب احمد العبيدي هو أبن خالة جمال الكربولي مؤسس كتلة «الحل» اما المرشحة لوزارة العدل والتي لايزال الخلاف حولها .. هي اسماء سالم الاخت الصغرى .. لريان الكلداني احد قادة الحشد الشعبي
اما وزير النقل عبدالله العيبي فهو من ضمن المطلوبين للنزاهة بملفات فساد وأخيرا وزير الاعمار والإسكان بنكين ريكاني چان يحمل شهادتين بسنة تخرج واحدة !!!