بقلم: خالد بكداش
ارتفعت صيحات التنديد و الشجب و القلق مؤخراً من قرار الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب الذي يقضي بمنع دخول العرب المسلمين إلى الأراضي الأمريكية .. حيث شمل القرار جميع من يحمل فيزا دخول و لم يدخل بعد و جميع من يحمل بطاقة اقامة و كان خارج الأراضي الأمريكية و جميع من كان قد قدم للحصول على الفيزا .
و اعتبر الكثيرون أن الولايات المتحدة الأمريكية تعيش عصر العنصرية و التمييز بعد أن كانت عنواناً للحرية و الديمقراطية و مثلاً يحتذى به بدعم حقوق الإنسان .
الحقيقة أن هذه العنصرية ليست جديدة على دولة مثل أمريكا .. فهي الدولة الأولى عالمياً التي تضرب بعرض الحائط جميع القوانين
و القرارات الدولية الخاصة بالحرية و الديمقراطية .. لكن و بالرغم من هذا كله و الحق يقال : لقد فتحت أبوابها للاجئين السوريين
و العراقيين و الفلسطينيين حتى و لو بأعداد قليلة و لكنها كانت أفضل من الكثير من الدول العربية التي تتشدق بعروبتها و تعتقد أنها تدعم جميع القضايا و الشعوب العربية .
هذه الدول العربية مثل المملكة العربية السعودية و دول الخليج العربي أغلقت أبوابها بوجه السوريين و العراقيين قبلهم أثناء معاناتهم من ويلات الحرب و ويلات النزوح و التهجير .
هذه الدول هي أكبر مثال للعنصرية العربية و قرار ترامب العنصري لا يساوي شيء أمام العنصرية العربية .
أعتقد أن قرار الرئيس الأمريكي ليس عنصرياً بقدر عنصرية القرار العربي بذبح الشعب السوري و قتله و تهجيره عبر دفع الملايين من الدولارات لتأجير العصابات المسلحة و دعمها مادية و عسكرياً .
العنصرية الحقيقية هي أن تكون المملكة العربية السعودية و دول الخليج صامتة أمام المذابح التي تحدث في ( ميانمار ) بورما.
العنصرية الحقيقية أن تدفع أموالاً طائلة لقتل أشقائك .
العنصرية الحقيقية في أن يعيش الأمراء و الملوك في قصور فارهة و حولهم الشعب يموت جوعاً و عطشاً و مرضاً .
العنصرية الحقيقية أن تصرف أموال الشعب العربي في الملاهي الليلية و الكازينوهات الأوروبية من قبل أولاد هؤلاء الأمراء و الملوك .
العنصرية الحقيقية أن تلبسوا قناع الدين في دولكم و تخلعوه في اجازاتكم الخارجية .
العنصرية الحقيقية ماركة مسجلة باسم المملكة العربية السعودية .