بقلم: عادل عطية
تمتد محبتي المشحونة بأشواق الاتصال بالغير، والخير إلى أبعد من حدود أسرتي اللصيقة وأصدقائي المقربين، لكي تحوى احتياجات أسرتي الممتدة في كل العالم.
أخبارهم تتدفق إلىّ عبر الرؤية، عبر الورق، عبر الأثير، وأعيش في حياتهم.
أضع نفسي في موضع الفقير، فأساهم في حل قيود العوز. وفي موضع المثقل، فأرفع الأثقال عن الأكتاف المتعبة. وفي موضع المريض الذي يتعالى أنينه على فراش المرض، والمكبلين بسلاسل الانتقام، فأرفع صلواتي بلجاجة من أجلهم. والمنبوذين، فأصل إليهم وأقبلهم. والذين دمرتهم الأزمات، أو أذلهم الإحباط، أو عانوا خسارات فأكتب لهم بطاقات التعزية، وأضيء لهم شموع اليقين والإيمان مؤكدا لهم: إن الأيام المظلمة سوف تعبر.
قد لا تعطي كتاباتي كلمات سحرية تجعل الألم يزول، ولكنها تقول لهم: أنا أعرض نفسي؛ لأشارككم في أحمالكم.
قد لا أتقابل مع كل هؤلاء، فلا أشاهد ماذا فعلت صلاتي، ولكني أؤمن بأن الله يستجيبها.
وقد لا استطيع أن أعطيهم كفايتهم، ولكني أعطيهم المعرفة الأكيدة، بأن الله يحبهم عن طريقي، وأن ثمة قلباً ينبض بعيداً عن أنظار الجميع.
إنه لامتياز عظيم، أن أؤمن بأن أسرتي ممتدة عبر الكرة الأرضية، فلا أشعر بالغربة، أو الغرابة أو الاغتراب. ففي أي بلد، في أي دولة، في أي قارة من قارات العالم: أهل خبزي، وأهل صلاتي، مؤكداً لكل إنسان: إن هذه البلدان التي تمتلئ بمواطئ أقدامنا، ليست أماكن بل أشخاصاً محببين في عائلة الإنسانية الواحدة الوحيدة.
وفي كل يوم، يترك أحد أفرادها شاطئ الأرض، ليبحر نحو الأبدية، ويوماً ما، سنلتقي جميعاً وجهاً لوجه، وقد يكون التعارف الأول والخالد بيننا!