عادل عطية
في أحاديثنا، في قنواتنا، في صحفنا، فى كتبنا، فى فنوننا، في كل مناحي حياتنا، نجد إسرائيل هي العدو الأول ـ أن لم يكن الأوحد!
وإن ظلت هذه هي نظرتنا الثابتة، يظل هذا العدو في تضخم مستمر، وكغول الخوف، يُرعب عقولنا!
إن أسطرة أسطورة العدو الإسرائيلي، ستظل تحطمنا إلى الاندثار، إن لم ندرك يقيناً – وقبل فوات الأوان – من هم أعداؤنا الحقيقيون الذين يشلّون قدراتنا، ويدمرون مستقبلنا، ويتسلق عليه ذلك الذي نسميه بالعدو الأول، وننتصر عليهم!
لننتصر على عدو عدم الانتماء للوطن، والتنطع بأن الولاء للدين، أو أن الدين هو الوطن؛ فنجعل من الوطن الذى نعيش فيه، عرضاً مباحاً للسلب والبيع والتخريب والضياع، غير مدركين بأن الأرض موطن أقدام الله!
لننتصر على العدو المتجسد فى المقولة التي كالحق الذي يراد به باطل، إن الإسلام ضد الديمقراطية، لأن الديمقراطية حكم الشعب بالشعب، أما الإسلام فهو حكم الشعب بالله، فينتج عن ذلك آلهة من البشر أكثر إلوهية من الله نفسه!
لننتصر على عدو المشاوفة والكبرياء على شعوب العالم، وجعل الإسلام عرقيّاً؛ اعتماداً على أننا خير أمة أخرجت للناس، وأن لغتنا العربية لغة الجنة، فالبشرية كلها خليقة الله، وليس هناك لغة مقدسة بحد ذاتها، فاللغة ـ أي لغة ـ، بكل بساطة، وسيلة للكلمة المقدسة!
لننتصر على عدو الكراهية، والتخلي عن مبدأ: “أنا أكره أنا موجود”، على حد تعبير آنا كارسون، الشاعرة والكاتبة الكندية؛ فخيار الضغينة والكراهية، خيار خاطئ، ولا يمكن أن يصمد هذا الخيار، انه لا يفيد بشيء!
لننتصر على عدو الابتزاز، والتخلي عن اتّباع الطريقة الهندية في عزف المزامير للأفاعي حتى تظهر؛ لأنها إذا طلت برأسها البغيضة، سحقت أرجلنا، وأنتجت لنا القبور!
لننتصر على عدو عدم ضبط النفس، والتوقف عن الثوران في الهواء على أي فكر يقف في الضد، فالاختلاف في الرأي لا يجب أن يفسد للعلاقات الإنسانية قضية!
لننتصر على عدو رغبة القتل الحاضرة دوماً في تطلعاتنا في كل حالاتها وفتراتها من الحبل وحتى الشيخوخة؛ فالاعتداء على الحياة، شر ومعاناة لجميعنا، والقتل يستدعي قتلاً!
فإن انتصرنا على هؤلاء الأعداء، وعلى أمثالهم، سوف لن يبقي لنا أي عدو، ولا حتى إسرائيل!
البعض لا يريد لهذه الأفكار أن تتكاثر وتمتد؛ لذلك فنحن نحتاج بشدة لمن يتوسّل من أجل المنصتين الجيدين!