بقلم: كنده الجيوش
تأتي الاتفاقيات الدولية السياسي منها والاقتصادي وكذلك إستخدام الذكاء الاصطناعي لتطوير الإنتاج وحياة الإنسان على رأس قائمة الأحداث الدولية والعالمية حاليا.
وأول هذه الأفكار هي بادرة ايجابية وخيرة وتقارير تقول بان دول الخليج العربي ذات الاقتصادات المنتعشة تتجه اليوم للاستثمار في دول المنطقة ذات البنية التحتية المنهكة مثل سوريا والعراق ولبنان.. وأنت يبدو انه هناك تفاهمات لإعادة العلاقات مع سوريا مثلا وكذلك تفاهمات على الدور الاقتصادي والتجاري والتطويري الكبير الذي ستقوم به الحكومات بشكل مشترك وتعاوني دون ان يكون له إسقاطات سياسية هنا أو هناك. وهو أمر يسعدني أني ذكرته منذ سنة تحديدا في مقالتي في جريدة الرسالة هنا وتمنيت هذه الرؤية.
وعالمنا يتطور بسرعة كبيرة تسترعي هذا النوع من التعاون وغيره. ولعل أهمها استعمال الذكاء الاصطناعي في الإنتاج.
ونقول انه إن استطاع الذكاء الاصطناعي أن يجعلنا نستغني عن الإنسان عند التعامل مع إنتاج صناعي أو تجاري فانه سيصعب ذلك عند التعامل مع المنتج – إن استطعنا القول بأنه منتج – المنتج الإنساني الذي يحتاج ذكاء عاطفي كبير.
إذا.. هل يمكن للذكاء الاصطناعي ان يحل مكان الكثير من الوظائف! يبدو هذا قريب من التحقق مع الكثير من الأعمال وميزته على مر السنوات انه يخلق وظائف جديدة لم تكن موجودة سابقا في المجتمعات عند تطوير الإنتاج. وعندما نستغني عن أشخاص ممن يدخلون البيانات في شركة ما، نفتح بابا للبحث والتطوير في مجالات إنتاج جديدة— على سبيل المثال.
ولكن له أيضا مساوئ إن اعتقدنا أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحل مكان حدس الإنسان والذكاء العاطفي ويمكن أن يقدم معطيات تساوي حكم عقل الإنسان وتجربته المتراكمة وحدسه.
ومن هذه المهن والوظائف مثلا مهنة الطبيب والصحافي..
وربما ومن باب الدعابة السياسي الذي اعتقد انه لن يمكن أبدا أن يحل محله الذكاء الاصطناعي مكانه لان السياسي يحتاج إلى ذكاء عاطفي كبير جدا. .
وان قارب الذكاء الاصطناعي الإنسان فسوف يحتاجه دائما وفي أكثر من موضع.
ومن هنا ذكر تقرير دولي أن تقنيات الذكاء الاصطناعي ستقوم بمهام ربع الوظائف في الولايات المتحدة وأوروبا، لكن هذا قد يعني أيضا وظائف جديدة وانتعاشًا في الإنتاجية.
وفي النهاية قد يؤدي هذا إلى زيادة القيمة السنوية الإجمالية للسلع والخدمات المنتجة عالميا بنسبة 7 في المئة.
ويقول التقرير إن الذكاء الاصطناعي، القادر على إنشاء محتوى مشابه بصورة كبيرة لما ينتجه البشر، يمثل «تقدما كبيرا».
ويشير التقرير إلى أن تأثير الذكاء الاصطناعي سيختلف بحسب القطاعات المختلفة التي يعمل بها، حيث يمكن استخدامه لإنجاز 46 في المئة من المهام الإدارية و44 في المئة من المهن القانونية، لكن هذه النسب ستتراجع في قطاع البناء إلى 6 في المئة فقط و4 في المئة في قطاع الصيانة.
وفقا لبحث استشهد به التقرير، يعمل 60 في المئة من العمال في مهن لم تكن موجودة في عام 1940. لكن تشير أبحاث أخرى إلى أن التغيير التكنولوجي منذ الثمانينيات أدى إلى التخلي عن العمال بشكل أسرع مما خلق فرص عمل.
ويبقى السياسي والذكاء العاطفي في رأس القائمة التي يصعب التخلي عنها.