بقلم: سونيا الحداد
حكمة بنظري، تلخص كل الفلسفات والديانات والعلوم والحقائق وهي شعاري في هذه الحياة.
إنها بالأحرى الحقيقة الوحيدة في هذا الوجود الذي لا ولن نعرف ابدا بدايته ولا نهايته، لن نعرف أبدا ماهيته ولا خواصه، بل نكتفي بإعطاء العوامل المتجلّية، سواء اكتشافات أو رؤى، اسماء معينة لكي نتمكن من التعبير عنها وتفسيرها.
اسماء وتفاسير أدت الى بناء امبراطوريات وهمية على حقائق وهمية زالت أغلبها مع زوال هذه الأمبراطوريات. أمبراطوريات مدنية وروحية بَنت أسسها على قواعد وحقائق مسلوبة من حضارات وشعوب أخرى، حورتها وسنتها بقالب قانوني ديني يسمح لها التحكم برقاب العباد ممثلة الخالق على كوكبنا الذي أُعطي اسم “الأرض” له وهو اسم من صنع البشر وما يسمّى “بالخالق” والوجود لآ علاقة لهما به…
قرون من البطش والإرهاب والذبح والتشرد للعلماء والباحثين عن الحقيقة ما زالت مستمرة الى أيامنا هذه باسم حقائق أبعد ما تكون عن أي منطق فكري أو روحي، قابعة في معابد وهمية خالية من روح الخالق الذي نسميه “النور الأسمى السرمدي”. حقائق جعلت من البشر عبيدا بدل أن تحررهم. عبيدا أضاعوا معالم الطريق، طريق البحث الدائم عن النور، نور المعرفة اللانهائية، الذي هو وحده يسمو بنا الى أرقى خلجات النشوة الفكرية والروحية والتواجدية. نور المعرفة الذي هذا هو وحده الذي يعلمنا معنى الحرية ويفتح اعيننا على جمال هذا الكون الإلهي… وكلمة الإلهي هي كلمة نستعملها نحن البشر للدلآلة على اقصى مرتبات الجمال وهي كلمة من صنع البشر ايضا.
الجميع يدّعي الوصول الى الحقيقة والجميع لم ولن يجدها لأنها لآ تُطال. نأتي على هذه الدنيا ومهمتنا الأولية والأخيرة هي البحث ثم البحث حد الارتقاء روحيا جسديا وفكريا الى مراتب أعلى بكثير من كل الحقائق المتواجدة والمتوارثة، الى مراتب تفتح لنا الأبواب على حقائق أخرى نتابع بعدها المسيرة قم مسيرة أخرى من يدري؟ نولد ومعنا جميع المؤهلات التي تسمح لنا بتطوير مسيرتنا الأرضية شرط أن نستعمل مؤهلاتنا هذه دون لجمها في دائرة الجهل والخوف، دائرة مكتشفي الحقائق وتجارها.
هذا الكون الفاتن الجمال الأزلي يدعونا، لآ بل يلزمنا على اكتشافه وسبر أغواره وأسراره المتعددة دون شرط أو قيد سوى المحبة. نعم، هذه الكلمة البسيطة التي تحمل أكبر سر من أسرار الكون، هي مصدر الحرية الحقيقية، لآ بل هي الحقيقة الوحيدة الملموسة كليا سواء من الأنسان أو من خالق هذا الكون يوم ندرك حقيقة هذا الخالق. محبة الإنسان للإنسان، محبة الفكرللعلم والمعرفة، محبة الأرض للسماء، محبة الروح للروح. وحدها هذه المحبة التي يختبرها ألأطفال من خلآل برائتهم وانبهارهم بكل ما يحيط بهم ينظرون اليه بعلآمات التعجب ونهم الى اكتشافه قبل أن يتم تحجيمهم ضمن أطرحقائق محددة سابقا بعيدة عن مصادرها. هذه المحبة هي الصلاة الوحيدة التي تجعل طاقات الكون بأسره تنجذب الى من زرعها في أعماقه لتفتح له اسرارها.
تحرر ايها الإنسان من حقائق الأرض وتابع السفر في هذه الدنيا الى ما لا نهاية. العديد من العلماء والصوفيين والقديسين والأبرار والمفكرين والمخترعين والفلاسفة والباحثين من جميع شعوب الأرض قد سبقوك على هذه الطريق فلا تخف أبدا من ولوجها، واعلم أن لك في كل خطوة مفاجأة حقيقية ترسم لك الطريق الى حقائق أخرى أجمل وأبهى ستجدها أنت بنفسك دون غيرك. إفتح قنواتك لاستقبال نور المعرفة الكوني ودعه يتلبس كل خلية فيك، فرحلتك في هذه الحياة هي خاصة بك وحدك. ليس مهم بدايتها او نهايتها بل الأهم هو حاضرك الآن، لحظتك الآن بالذات هي الحقيقة الوحيدة فاجعل منها لحظة نشوة جشعة الى معرفة تغمرك بنور حقيقي سرمدي!