بقلم: كنده الجيوش
البداية عيد مجيد وقيامة مجيدة للطوائف المسيحية الغربية والشرقية .. والبداية أيضا رمضان مبارك وعيد فطر مبارك لجميع الطوائف المسلمة.. وعيد أم سعيد غربي وشرقي.. كلها تمر خلال شهر نيسان وأواخر آذار وأوائل أيار ..
وربما رغم انف الكورونا يعيش بعضنا – او يحاول ان يعيش السلام – وأتمنى أن يكون سلاما حقيقيا ولا يغشنا نيسان كعادته في بلاد شمال أمريكا ليعطينا دفئا ويعطي النباتات قليلا من الشمس والدفء ثم يعود عليها بصقيع بارد يحرق الغض والضعيف منها!
ونحن في بلاد الشرق تعودنا ان يكون هذا الغدار هو «عمك آذار» الذي تخبئ له «فحماتك الكبار « كما تقول أمثالنا!
وفي بلادنا نيسان هو «نيسانة قلبي» او كما يقول نزار قباني «عصفورة قلبي نيساني» هو أجمل الأشهر وأرقها.
ولكن رغم الكورونا والأحزان .. يحمل إلينا نيسان وأيار الأعياد ومنها أيضا «عيد الأم» التي كتب الكثير عنها وهي المربية .. وهي الروح التي هي السكنى والمسكن .. المحبة لكل الأمهات الجميلات اللواتي أهدين جمال الروح لأولادهن وبناتهن ..
والكثير من الأمهات لم يملكن من العلم الكثير ولكن كنّ اكبر مدارس للحياة بخيرها وشرها.
وياليت البعض منهن يعلمن أبناءهن ان مدينة أفلاطون تعيش في الكتب. وان البعض منا يسعى أن يكون لديه بعض جمال مدينة أفلاطون — وليس الجمال بأكمله .. لانه من المحال — أن يعيش معنا.
وذلك حتى لا يغشهم اختلاط السيئ بالطيب .. وحتى يستطيعون أن يحافظوا على جمال القلوب بينما يقودهم الوعي انه هناك سيئ في هذا العالم. وحتى يبقى الخير هو السيد الأعلى وهو المحبة التي خلقنا على فطرتها.
وياليت البعض منا ونحن نمجد الأمهات اللواتي احترقن كالشمعة لتربية الأبناء أن لا ننسى أن الأم لا يجب أن تكون شمعة تحترق لتنير لمن حولها .. بل يمكن لها أن تكون شمسا تعطي الضوء والدفء للجميع وتعيش أبدية في الضمير ..
وياليتنا لا ننسى أن نمجد أهمية أن يكون للام حياة ومكانا تبني وتعيش شخصيتها من خلاله غيرا عن حيطان المنزل ووسائل التنظيف..
وليتنا لا ننسى — ونحن نتذكر لذة ما تطبخه أمهاتنا—أن نمجد الأم العاملة التي ربما طبخها ومهارتها المنزلية ليست بالعالية ولكنها ساعدت أبناءها في واجباتهم المدرسية.. وأخذتهم وهي تجري كي لا تتأخر عن عملها..وربما ساعدها اب حنون في تحضير الطعام .. وتربية الأولاد ..
وسلام في عيد لام لكل أب حنون..