قرأت بدهشة التقرير الأخير الصادر في نهاية الأسبوع الماضي عن مفوضية الاتحاد الأوروبي تجاه ما يدور من احداث في مصر ومحاولته الفاشلة في إظهار التوازن والحياد والموضوعية تجاه كل ما تعرضت ومازالت تتعرض له مصر من أعمال إرهابية تهدد الأمن والاستقرار والسلم الأهلي المصري.
نعم فشلت المفوضية فشلا “ذريعاً ” في تأكيد الحياد والموضوعية تجاه كل ما يقع ويدور من أحداث في مصر من أعمال إرهابية وتعاملت مع الأمر باستخفاف وسخف ما بعده سخف، إما عن عدم فهم حقيقي أو عن عدم فهم متعمد لسبب في نفس يعقوب أو ابنه أو عمه قد يتبلور وتتضح ابعاده في الأسابيع القليلة القادمة خاصة وأنا بطبعي لا أفترض حسن النوايا في العمل السياسي بعد وضوح الرؤية للحجم الفعلي للمؤامرة الدولية على المنطقة لخلق ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد، من خلال زرع الفتن للوقيعة بين أبناء الشعب الواحد بعد أن نجحوا في الوقيعة وبث روح الفرقة بين دول وشعوب المنطقة بصورة غير مسبوقة لا تتسم بالانسانية ولا تعترف بالحرية والديمقراطية التي تتغنى بها الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
وأدت إلى ما آلت إليه من تقسيم وحروب وفتن في المنطقة، والتي ظهرت معالمها بوضوح في اليمن والسودان والعراق وليبيا وتتحرك على استحياء في سورية، بعد ان فشلت وسقطت في مصر مع اسقاط الشعب والجيش لمحمد مرسي وقادة جماعة الأخوان الارهابية في ثورة 30 يونيه 2013.
هذا التقرير الذي يدافع فيه أعضاء المفوضية عن حقوق القتلة والإرهابيين بصورة مقززة غير محايدة وعدائية بمعنى الكلمة لتقدم واستقرار مصر والمصريين.
وتحضرني في هذا السياق المقولة الشهيرة لرئيس وزراء المملكة المتحدة بعد الاحداث الإرهابية التي تعرضت لها العاصمة البريطانية لندن في أوائل العام الماضي وقال فيها بإصرار وتحدي “لا أحد يكلمني عن حقوق الإنسان عندما تتعرض بريطانيا للارهاب”.
ولم نسمع أي تعليق يذكر من المفوضية أو غيرها بل على العكس قامت بإعلان تأييدها لكافة الخطوات والقرارات التي قام بها واصدرها رئيس الوزراء البريطاني وتصب جميعها ضد الحريات الشخصية وحقوق الإنسان.
وكأن ما هو حلال لهم حرام علينا !! وكأن ما جاء في تقريرهم عن مصر من اعتراف صريح بثورة 30 يونيو ضد حكم الإخوان بمثابة منحة أو هبة منهم لمصر والمصريين!!
وأنا هنا أحب أن أؤكد للمفوضية ولأعضائها الكرام أن ما يدور في مصر شأن داخلي صرف تشارك فيه أطراف خارجية لتحقيق مصالح أقليمية أو دولية عفنة وتتسم بالقبح بمعنى الكلمة…
وقد قال الشعب المصري كلمته في هذا الصدد ومازال لديه الكثير ليقوله للعالم لأنه القائد والمعلم منذ فجر التاريخ الإنساني وحتى يومنا هذا …
كلمة أخيرة “سعيكم مشكور” .. مصر أكبر من أي تقرير حتى ولو كان منكم … لأنها مهبط الديانات السماوية العظيمة وصانعة الحضارة الإنسانية.