بقلم: فـريد زمكحل
بدأ أتراك الخارج التوجه للسفارات والقنصليات التركية الموجودة في بلاد إقامتهم الخارجية حول العالم للإدلاء بأصواتهم في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية التركية بين الرئيس أردوغان المنتهية ولايته وبين منافسه الشرس كمال كليجدار أوغلو الطامح لوضع نهاية لحكم أردوغان بعد عشرين عاماً قضاها الأخير في السلطة، من المقرر أن تعقد جولة الإعادة في 28 مايو الجاري، وذلك بعد أن جاءت نسبة الجولة الأولى بنسبة تصل لأقل من الـ 50% اللازمة للإعلان عن فوزه الصريح، وتعتبر هذه المرحلة بمثابة التحدي السياسي الأصعب على الإطلاق الذي يواجهه أردوغان.
ومن المعروف أنه يحق التصويت لحوالي 3.4 مليون تركي من المقيمين في الخارج من إجمالي 64 مليون تركي يحق لهم التصويت.
والسؤال المهم هنا ويفرض نفسه هو لمن ستذهب أصوات مؤيدي سنان أردوغان في الجولة الثانية؟ والذي حصل على 5.17% من الأصوات الذي يحق لها التصويت في الجولة الأولى في الوقت الذي فشل فيه كلا المرشحين الآخرين في تجاوز نسبة الـ 50% +1 الحاسمة لأعلان الفائز بها والحاصل عليها كرئيس للبلاد، حيث حصل الرئيس أردوغان على 49.5% فيها بينما حصل منافسه الشرس زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو على 44.88% من مجموع الأصوات التي يحق لها التصويت، الأمر الذي سيجعل الأمر معلقا بعض الشئ حتى إعلان النتيجة النهائية للجولة الثانية.
والمشكلة الرئيسية التي لن تحسمها سوى صناديق الاقتراع هو أن لكل من أردوغان وكليجدار رؤيته الخاصة لمستقبل تركيا.
حيث وعد أردوغان الأتراك بجعل تركيا دولة قوية ومتعددة التحالفات مع خلق 6 ملايين وظيفة متهماً الغرب بمحاولة الإطاحة به بعد أكثر من عقدين له على سدة الحكم.
بينما منافسه الرئيسي كمال كليجدار أوغلو وبدعم من الغالبية العظمى من قوى المعارضة ينوي توجيه تركيا العضوة في في حلف الناتو مرة أخرى نحو الغرب وجعلها أكثر ديمقراطية.
وبين هذا وذاك ورؤية كل منهما لمستقبل الدولة التركية لا يسعنا سوى الانتظار حتى انتهاء عملية التصويت في الجولة الثانية وماسوف تسفر عنه صناديق الاقتراع من مفاجآت وسواء نجح اردوغان أو خسر سيحسب له أن تركيا في عهده شهدت واحدة من أكثر الانتخابات الرئاسية نزاهة حيث لم يسبق لأي انتخابات رئاسية أن اتجهت لجولة ثانية طوال المئة عام الماضية من عمر تأسيس الدولة التركية الحديثة.
عقبال عندنا إن شاء الله.