بقلم : أمال مذهر
قصص وأحداث مع كل يوم تسطرها الأقلام، تختلف وتتنوع في أحداثها منها الإجرام، السرقة، الاغتصاب، الخيانة، الغدر، أو تجارة المخدرات، انه عالم غريب وعجيب تنوعت أشكاله في ارتكاب الجريمة ودوافعها وأسبابها بدراسات حيرت علماء النفس عندما يصبح الفرد مجرما، أو متعاطيا للمخدرات أو مروجا لها أسئلة لها ألف سبب وسبب، والإنسان يُخلق فرداً، نظيفا وعاقلا يميز بين الخير ولم يُخلق شريرا، يتعلم ويجاهد ليكون عنصرا فعالا في المجتمع ليعيش بين مجتمعه إنسان محترم بين الناس وسيرته بين عشيرته حسنة كما يقول المثل(إنسان مرفوع الرأس يتحلى بالأخلاق والرزانة ناجح في عمله وحياته). كل ذلك ما يحتاجه الفرد لسيرته الذاتية لمن حوله ومجتمعه.
هذه قصة نادر الحزينة نتيجة غدر صديقه به. المعلم نادر إنسان ودود وطيب يكافح الليل والنهار لتأمين حياته في سبيل مستقبله ليختار شريكة حياته وتكوين أسرة تسعده ويسعدها، حصل من إرثه لوالده على محل صغير كان والده يتعايش منه استطاع أن يجدده بعد أن تم ترميمه وتجديده ببعض التغييرات وإضافة المنتوجات المتوفرة بالمحل بمنتوجات إضافية لتكون مقصد لكل أهل الحارة، معاملته السمحة والربح القليل وزبائنه يكنون له كل الاحترام، الجيران هم مصدر رزقه وسعادته.
حسام كان أحد أصدقائه في الحارة وكان يقضي عطلة نهاية الأسبوع مع صديقه المعلم نادر ومع كل يوم تزداد المحبة والثقة بينهما ، كل ما في جيب نادر هي في جيب حسام وتمتد يد المساعدة لكل منهما عند الحاجة ، والنزهات كانت مشتركة ليوم العطلة وتناول أشهى المأكولات اللبنانية ولم تقتصر صداقتهما على ذلك بل مد يد المساعدة لصديقه حسام عند الضيق وكرم نادر بدون محاسبة ، ومع كل يوم تزداد صلة المحبة بين الصديقين ، وحسام تضيق عليه الحياة بعد أن خسر وظيفته في الشركة خسر كل ما يملك من رصيده الموجود في إحدى البنوك التي سرقت أموال الشعب، حاول حسام أن يبحث عن عمل جديد ولم يوفق لأنها حالة ألوف من الموظفين والعمال بسبب الحالة الاقتصادية وانهيار العملة المحلية، ضاقت عليه الدنيا وسئم الحياة وهو مع كل يوم يزيد من تعاسته وضيق الحال حتى وصل الى مرحلة عدم تسديد أجرة الشقة التي يسكنها شاكيا لصديقه نادر ما جار عليه الزمان، فما كان من صديقه إلا أن يستضيفه في بيته وهو عازب مثله حتى تتحسن الأوضاع وتنفرج بإيجاد عمل، مرت شهور والحالة المعيشية لم تتحسن ويزداد حسام في المعاناة النفسية لوقت التقائه بصديق الدراسة أحمد. بعد التحدث علم حسام ان صديقه يعمل بترويج المخدرات وتدر عليه مبالغ كبيرة وبدون تردد انحرف وأصبح من رواد الترويج والمدمنين انتقل حسام ليعيش معه ويوم بعد يوم وجد نفسه في دائرة الإجرام وصديقه يقدم له الممنوعات بدون مقابل، يوم بعد يوم انفرجت أساريره وأحمد يزيد الجرعات له، لغاية ما أصبح يطلبه أكثر وكانت غاية الصديق أحمد مدروسة ليتمكن من دفعه للتعاون معه في الاجتهاد بقدر أكبر ومناطق جديدة مختلفة لنشاطهم بين طلاب الجامعات ..
مضى على حسام فترة عام تقريبا وهو يتجول بكل ضاحية ومدرسة وجامعة ليزيد من إجرامه ومآسي بين المجتمع وهو سعيد بما يحصل عليه من جرعات السم التي أصبحت من نسيج جسمه، تناسى صديقه وجاره المعلم نادر ولم يتواصل معه الاَّ نادرا. في مساء دامس بينما كانا الصديقين يتسامرا منهمكين في تحضير الجرعات وتحديد أوزانها وقيمة أثمانها لتوزيعها في اليوم التالي، طلب حسام من صديقه المعلوم (المقصود مخدرات) أجابه أحمد صديقي العزيز للأسف كلفة الجرعة مبلغ كذا ويجب أن تدفعها اليوم وصاعدا ولم تحصل عليها كما في السابق، امتعض أحمد وهو في حالة يرثى لها لحاجته إلى نشوة المخدرات وصديقه المجرم الذي أوصله إلى مرحلة لا شفاء منها إلاَّ المصحة، ويوم بعد يوم كأنما كشعلة نار وبدأ تفكيره يزداد كراهية نحو صديقه وكيف ينتقم منه بعدما سهل عليه بداية الأمر لحين إدمانه على جميع أنواع المخدرات بما فيها الهرويين حتى أصبح ساعديه كمنخل وهذا النوع الأثمن ومهما حصل عليه من أتعاب توزيعه لا يكفيه أسبوع، حياته شاقة وليله نهار ونهاره ليل أفكاره تغيب وتعود بأفكار شريرة تفكيره وكيف يحصل على المنتج من خلال الشحنات الواجب تسويقها ومع كل يوم كان يختلس من العيار غرام، لم يلحظ الزبائن ذلك سوى المدمنين على النوع الناقص مستفسرين عن السبب من العميل أحمد، في المساء بعد عودة حسام دار الحديث بينه وبين احمد وهل هو أقدم على سرقة من المادة المشار اليها بشكوى من المدمنين، نفى أحمد علمه بذلك أما حسام لم يقتنع لأنه دقيق في وزنه بالغرامات وبدأ في مراقبته ومن الجرعات المتبقية تناولها المعلم أحمد وأعاد التدقيق في وزنها فوجد وزنها غير صحيح على عين حسام ونشب بينهما الجدال والكلام حتى وصل بينهما الى العراك، تعالت أصواتهما والجيران اتصلوا بالشرطة، بعد قليل حضرت وألقت القبض عليهما بالجرم المشهود وحجزهما للتحقيق معهما حول عراكهما ليتبين إنهما من أصحاب السوابق في ترويج المخدرات القي القبض عليهما وتحويلهما الى السجن لتتم محاكمتهما، بعد شهر من المحاكمة صدر الحكم عليهما بالسجن للمروج الأول بالسجن لفترة خمسة سنوات وعلى حسام بالسجن ثلاثة سنوات .
انقضت المدة الزمنية لأحمد وحسام وخرجا من السجن وهما تحت مراقبة شرطة مكافحة المخدرات، وبدلا من أن تكون فترة عقابهما بالسجن درساً مفيداً لبدء حياة نظيفة، انصرف كل منهما بطريقه وفي النوايا الانتقام من صديقه وتخطيط لقتله لأنه زاده بؤسا وضياعه في بؤرة المجرمين متخفيا وفي جعبته خنجرًا ليعتدي على صديقه ويرميه بسهام غدره قتيلا ولن تمضي ساعات حتى وقع بقبضة الشرطة ورميه في النظارة وتحويله إلى السجن لمحاكمته بالقتل العمد.