بقلم: الدكتور عبد العليم محمود
الرمد الربيعي
إن اسم المرض الرمد الربيعي .. ولكنه يظهر في الصيف.
وهنا يشعر المريض بأكلان في العين ورغبة شديدة في هرشها وتصبح العين شديدة الاحمرار وإفرازاتها تكون لزجة.. والخطأ هنا يبدأ عندما تجرب الأم استعمال مراهم “الكورتيزون” في علاج طفلها، إنها تضع هذا المرهم في عينه لتتحسن الحالة.
وبدلاً من أن تستشير الطبيب فإنها تعاود استعمال مرهم الكورتيزون الذي يسبب زيادة في ضغط العين، وهكذا يصاب الطفل بما يسمى “بالمياه الزرقاء” وقد تكون نهاية هذه الحالة : فقد البصر.
بل وقد تتعقد الأمور أكثر من ذلك إذا استمرت الأم في استعمال الدواء دون أن تعرف حقيقة احتياجات العين.
والآن .. إن دور الأم يبدأ قبل دور الطبيب.. إنها يجب أن تكتشف أي تغيير في عين الطفل، وهنا يجب أن تسرع إلى الطبيب فهو وحده المسئول عن تحديد خط سير العلاج من بداية ظهور أعراض المرض.. حتى اكتمال الشفاء.
وقبل كل ذلك هي المسئولة عن حماية العين من العدوى بحيث تظل عين طفلها دائما بعيدة عن الأمراض وبعيدة عن الأطباء أيضا.
متى تحتاج للنظارة الطبية؟
1- لقد أجريت دراسة على طلاب المدارس اتضح منها أن طالبا واحدا من كل خمسة في حاجة إلى نظارة طبية، وترتفع هذه النسبة إلى 2 من كل 5 بين طلاب الجامعة، واثنين من كل ثلاثة بين البالغين، بينما بعد سن الأربعين يحتاج معظم الناس إلى استعمال النظارة الطبية، وهناك من يرفض استعمالها لاعتقادهم أنها تحجب جمال العينين، أو أن استعمالها يؤدي إلى التعود عليها، وبعد ذلك لا تستطيع الاستغناء عنها، ولكن القضية هنا ليست خاصة بالتعود وإنما الذي يستعمل النظارة ويتعود على الرؤية بوضوح فإنه من الصعب التحرك والقراءة دونها بعد وضوح الفارق الكبير في الحالتين.
2- فضلا عن أن النظارة لا يمكن أن تؤدي إلى ضعف النظر كما يعتقد البعض، أما عن أهم المميزات التي يجب توافرها في النظارة الطبية وطرق استعمالها:
1- من المهم أن يتميز البرواز بشيئين: إلا تكون فتحتا البرواز مستديرتين حتى تتجنب احتمال حدوث أي تغيير في محور العدسة وألا يكون جسم البرواز ضعيفاً.
2- ومسئولية صانع النظارة تثبيتها على الوجه ليصبح وجود العدسة على بعد مناسب من العينين وثابت في نفس الوقت.
3- فلا يجب أن تتزلق النظارة على الأنف.
4- أو تكون مائلة فهذا يغير من تأثيرها على العين وقدرتها.
5- كذلك يجب مراعاة البعد بين حدقتي العينين حتى يكون مركز العدسة أما حدقة العين تماما.
6- إلى جانب نقاء العدسة ودقة تركيبها.
7- من المهم جداً الرجوع إلى الطبيب بعد إعداد النظارة للتأكد من كل هذه الشروط لمصلحة المريض.
3- أما أفضل لون للعدسة أثناء القراءة فهو اللون الشفاف غير الملون.
4- وفي حالة النظر عن بعد فيمكن استعمال عدسة ملونة والسبب هو امتصاص جزء من الضوء الساطع خصوصاً الأشعة تحت الحمراء وفوق البنفسجية لحماية العيون، والألوان الخفيفة لا فائدة منها حيث إنها لا تحجب الضوء.
5- وهناك نوع من العدسات تصبح داكنة اللون مع التعرض لضوء الشمس، وهذا يحمي العين من الضوء المبهر، ويسمح بكمية إضاءة كافية في الظلام وتتعود العين على الضوء الأقل باستمرار هذه النظارة الملونة بل وقد يضايقها الضوء القوى دونها.
6- أما عن إمكانية استعمال أكثر من نظارة بعد سن الأربعين فإن العين ترى بوضوح الأشياء البعيدة في حالة تعادل العينين وتكون المشكلة هنا في رؤية الأشياء القريبة فقط في هذه الحالة يمكننا استعمال نظارة واحدة، ولكن في حالات أخرى نحتاج إلى نظارتين واحدة للرؤية عن قرب وأخرى لوضوح الرؤية عن بعد وهناك استعمال نظارة واحدة مزدوجة البؤرة، الجزء العلوي من زجاجها خاص بالنظر للأشياء البعيدة، والجزء السفلي خاص للنظر للأشياء القريبة، ولكن ربما يسبب ذلك الزغللة للبعض حتى يتكيف مع استعمالها بسهولة خاصة عند نزول درجات السلم لابد من ملاحظة عدم النظر من خلال الجزء المخصص للقراءة حيث تبدو درجات السلم أقرب من الواقع مما يسبب اختلالا في التوازن.
7- وهناك نوع ثالث من النظارات تكون عدسته متعددة البؤر حيث يعطي رؤية واضحة تماماً أينما اتجهت العين للبعيد أو القريب، وعن نظارة حفظ النظر يجب أن تكون العين في حاجة إليها أما إذا كانت سليمة فلا داعي لاستعمال نظارة من أي نوع.
8- أما نظارة الشمس فإن استعمالها مطلوب للعين السليمة أو الضعيفة عند تعرضها لضوء قوي خاصة على شاطئ البحر أو في الصحراء أو في فصل الصيف حيث الضوء الساطع وعن كيفية المحافظة على النظارة فيمكن غسلها بالماء وتجفيفها بنسيج ناعم حتى لا يتجرح سطح العدسة، ويجب وضعها داخل الغلاف المخصص لها بعد الانتهاء من استعمالها مباشرة.
ما نصيحتى الغالية في الإضاءة؟
النصيحة الأخيرة خاصة بالإضاءة المناسبة عند القراءة :
1- يجب توجيه الإضاءة نحو الكتاب وليس نحو العينين.
2- والمهم ألا ينعكس الضوء على صفحة الكتاب إلى العينين.
3- وعند مشاهدة التلفزيون من الأفضل أن تكون هناك إضاءة خفيفة في الغرفة.
4- وفي أثناء العمل على المكتب توجه الإضاءة نحو المكتب وليس نحو العينين لتجنب الزغللة.
فإذا استطاعت لك أم اتباع هذه النصائح فإنها بذلك تحافظ على قوة إبصاء أسرتها الصغيرة وبالتالي على أغلي جوهرة تمتلكها وهي عيناها.
ولنا تكملة في العدد القادم