شعر: نسرين حبيب
حقًّا إنّ غباءك لَمَوهِبة،وعلى حسابي قرّرْتَ تَنمِيَتها
لُعابُ كَذِبِكَ يَضوعُ منه زَبَد
يا عبثي المتناثر في ذرّات أنفاسي
رائحةُ سُخفِكَ يَكمنُ فيها أَبَد
الرّسالةُ على هاتفِكَ جعلَتْكَ تَقرأُ عينيَّ
عِوَضًا عن قراءةِ ما وَرَد
كَقِطّ أبله َيَدورُ حولَ نفسِهِ لِيَلتقطَ ذيلَهُ
يَدورُ ويَدورُ مرّاتٍ من غير عَدَد
هَدّئ من رَوْعِكَ سَيُصيبُكَ دُوارٌ
يا قطٌّ دائخٌ ظنّ نفسه أَسَد
وقفْتَ أمامي تَنظرُ بِبَلاهَةٍ تُقنِعُني أنّ الرّسالةَ
عشوائيّةٌ، وما وَرَدَتْ من أَحَد
كَبَطَلٍ من أَفلام الأبيض والأسوَد تحرّكْتَ بِصَمْتٍ
كَروحٍ خرجَتْ من جَسَد
لِتَمْحُوَ بِسرعةٍحروفَ رسالةٍ قرأتُها
بِلَمحةِ بصرٍ من دون قَصْد
انطبعَتْ كلماتُها في ذهني
وأشعلَتْ في قلبي شكًّا ما له حدّ
فانتشلْتُ الهاتفَ من يَدِكَ بِفُضولٍ احترافيّ
أَسخرُ منكَ لأنّني من افتعلْتُ الخدعةَ بِوِدّ
من رقمٍ مجهولٍ راسَلْتُكَ
وما انتظرْتُ الرّدّ
إلّا أنّ ردّةَ فعلِكَ أفهمَتْني أنّ السّحرَ انقلبَ على السّاحر
وأنّ السّيّدَ وقعَ في خيانةِ العبد
لم تَكُنِ المرّة الأولى الّتي تَلعبُ فيها بِذَيْلِك
تُراكَ كُنتَ دومًا تَخدعُني كالوغد
ما جعلني أَفهمُ أنّ اللّعبَ بالنّارِ
أحيانًا ضرورةٌ كي نَعودَ إلى حالةِ الرُّشْد
كنتُ أومِنُ بـ «مَنْ ضربَكَ على خدّكَ الأَيْمَن دُرْ له الأيْسَر»
إلّا أنّني الآن أَودُّ كَسرَ يدِكَ وتعليمَكَ الحفاظ على نعومةِ الخدّ