يقصد بهذه العبارة ان النوم لا يمكن مقاومته او رفضه او منعه حتى اذا ظل الانسان مستيقظا لاكثر من يوم ولكن لا بد له فى النهاية ان يستغرق فى النوم سواء اراد ام لم يرد.
ولكن هذا ليس بالشئ السيئ او المضر انما هو اجبار الكائن الحى على ان ينال القسط اللازم من الراحة وهى ايضا طريقة للاعتراض والمعا رضة السلمية على المجهود الزائد المبذول .
ولكن السؤال هو كم من امر له سلطان علينا وكم من بشر له الامر وعلينا الطاعة ؟
ان اردنا اجابة بوضوح وبصدق سنندهش من كم الامور التى تتحكم فى كل صغيرة وكبيرة وفى كل رأى وفكر وقرار واختيار ..نتوهم بان القرار لنا واننا بكامل حريتنا ..ولكن الحقيقة على العكس.
فمن البدابة ليس لنا اختيار ، فهناك امور مقدرة مثل الاهل و المنشا والوطن وفى المرحلة التالية التعليم فمنذ الصغر نذهب الى المدرسة التى اختارها اباؤنا ونخضع لطريقة التعليم بها .. وبعد ذلك الكلية فمن اسعده حظه درس ما يتمنى وتخصص فى ما تمكنه قدراته من تحقيق النجاح فيه واتخاذه منهج لحياته – ولكن للاسف هذا ايضا يتحكم فيه مجموع دراجاته التى تؤهله لذلك- وليس في ذلك اى استثناء.. مع العلم ان درجات السنة النهائيه بالمدرسة ليست مؤشرا لمستوى الطالب او قياساً لقدراته او تقيماً لادراكه وموهبته..و نتعرض بعد ذلك للمأساه والطامة الكبري وهى محاولة ايجاد فرصة للعمل .. وبعد كل هذا العناء نجد ان معظم الخريجين لا يوظفون حسب تخصصاتهم.. ويضطرون لقبول اى وظيفة متاحة حتى يتقاضوا اجرا…وهنا يجب علينا ان نتحمل الصدمة بل الكارثة فبعد هذا الجهد والتعب وسهر الليالى نجد الموظف المسكين يتقاضى راتبا زهيدا جدا لا يكفى حتى ان يعيل نفسه… وشر البالية ما يضحك…
فهل ندرك الان كم نحن مسيرين وكم من “سلطان” يتحكم بنا ويحدد مستقبلنا ويرسم طريقا لنا فى هذه الحياة البائسة..نعم بائسة لان طبيعة العمل والاجر الذى نتقضاه هو بالفعل ما سيحدد المستوى المادى وبالتالى نرى اننا ندخل فى نفق ضيق فمن اين للشاب او الفتاه ان يجدا محل للسكن فى منطقة يتطلعا للعيش فيها تسر العين وتبهج النفس ويكونا راضيان ، مطمئنان..للحفاظ عل مستواهما الاجتماعى الذى سيحدد ملامح الحياة التى من المفترض ان تكون على مستوى راق … فمن حق كل انسان ان يعيش حياة كريمة ويبنى اسرة سعيدة وينشأ اولاده وبناته فى بيئة ملائمة اجتماعيا وثقافيا بل يجب ان تتوج كل المساعى لتحقيق حياة افضل ولا يبقى الاولاد محاصرين بظروف معينة حتى يستطيعوا ان ينطلقوا نحو مسقبل باسم .. وإلا كيف يكون هناك تقدم او تتطور .. بل وكيف نستطيع ان نواكب الحياة الحديثه بكل ما فيها من تتطور على جميع الاصعدة…
ومع هذا نعيش نردد اننا احرار فى اختياراتنا وقراراتنا .. عجبا.. حتى انه فى اختيار شريك الحياة هناك قواعد واشتراطات وتقاليد تتحكم وتحكم بأن هذا لائق وهذا غير لأئق ْ هذا يناسب وذلك لا يتناسب مع المستوى المادى والاجتماعي والثقافى… ويتجاهلون المشاعر والإعجاب بحجة ان الحب له احكامه وقواعده التى ستنهار مع اول مواجهة مع الواقع وان هذه المشاعر غير واعية وان من السهل ان تتغير وتتبدل مع الايام بل ويمكن ان هذا الحب يهدم الآمال ويسبب الاحباط على المدى البعيد والندم بعد فوات الآوان…واذا ما خالف العادات والتقاليد فهو وحده الذى يجنى تبعيات هذا القرار…
فأين الحرية.. وأين الاستقلال.. وأين الاقدام .. وأين الجرأة فى اتخاذ القرار.. ونحن محاطون بالاحباط و مقيدون بالأفكار المتوارثة والآراء المتضاربة ومحبطون بسبب الظروف القهرية…؟!
فكيف يتسنى لنا ان نعيش و نسعد ونأمل ونبنى مستقبل مشرق ونحن مكبلون بالاراء والافكار والتقاليد التى لم تعد تتماشى و اراء وافكار المجتمع الحديت والظروف المستجدة والتقييم المختلف للامور…
فهذا هو حال مجتمعنا لان .. ونتعجب بعد ذلك لما تكثر الامراض وتتوتر العلاقات وتنهار القيم وينتشر الفساد فى مختلف المؤسسات وان بدت فى ظاهرها انها تهتم بالالتزام بالقوانين التى تهدف الى صالح المواطن تحسين ظروفه وتأمين المستقبل. فهناك دائما معوقات تحول دون شعور المواطن انه بالحقيقة انسان له حقوق ومن ابسط حقوقه ان يحصل على ما يحق له بطرق اكثر تقديرا ويسرا…
فهل ادركنا الان كم سلطان يعتلى عرش حياتنا… ؟!
ونضيف الى ذلك البيروقراطية وكل القوانين الواهية والتعقيدات التى تتميز بها المعاملات الرسمية فى مختلف القطاعات التى تتحكم فى اصدار التقارير والتراخيص للسماح بالبناء او التطوير او الاحلال والتجديد او انشاء وتنفيذ المشروعات او استكمال او استخراج اى اوراق رسمية .. فهذا هو الإذلال و الإستغلال بعينه…