بقلم: رفاه السعد
ثورة اكتوبر العراق…شباب تتراوح اعمارهم بين ١٦ الى ٢٥ عاما نظموا احتجاجات عارمة وسط بغداد وأصبحت ساحة التحرير مقرهم الرئيسي والى جانبه المطعم التركي وهو عبارة عن هيكل لبناية عالية دمرته احدى الانفجارات.. ماهي إلا ايام قليلة وثارت المحافظات الجنوبية وساندت بغداد ودعمتها بمطالبها..
المطالب والأهداف واضحة ومشتركة لا للفساد ويجب محاسبة الفاسدين، اقالة الحكومة وإجراء انتخابات مبكرة وإعادة صياغة الدستور بالإضافة الى رفض التدخل الإيراني .
الحكومة واجهت الاحتجاجات بالقمع، قوات مكافحة الشغب التي استخدمت الغازات المسيلة للدموع والمولوتوف وأخيراً اتجهت الى استخدام الرصاص الحي ثم القناصة الذين انتشروا على اسطح البنايات تحاول الحكومة جاهدة بكل الطرق ان توقف المتظاهرين وتعيدهم إلى منازلهم، بعد أن وصل عدد الشهداء والإصابات الى الآلاف.. انتهت الجولة الأولى، وخرج رئيس الوزراء عادل عبد المهدي يعد الناس بالإصلاحات والتغيير، متناسياً أنه أحد أعمدة الفساد في البلاد،قائلا انا مستعد للاستقالة لكن ان وجدتم البديل ورمى بالكرة الى ملعب الاحزاب التي تعيث بالعراق فسادا وسرقة وبالطبع لن هذه الاحزاب عن السلطة التي وفرت لهم كنوز لا يحلمون بها يوما، فكيف لهم ان يتخلوا عنها..وبقيت الحكومة والأحزاب ترمي بالكرة دون جدوى.. الجولة الثانية بدأت باتهامات تتوالى على المتظاهرين تارة يصفونهم بالبعثيين وأخرى مندسين ومخربين، ليخرجوا المتظاهرون عن صمتهم ويقولون نحن نشأنا والبعث قد انتهى فعندما يكون احد المتظاهرين من مواليد عام ٢٠٠٠ ونظام صدام انتهى عام ٢٠٠٣ فهذا ضحك على الذقون ثم قالوا عنهم مخربين فجلسوا قرب المصارف والبنوك ليحافظوا عليها من السرقة والخراب،،المتظاهرون مرابطون ومحافظين على وجودهم بساحة التحرير وانضم اليهم الطلاب والرجال والنساء وتم تقديم انواع الخدمات والمساعدات لهم ورغم انهم يخسرون كل يوم اكثر من متظاهر إلا ان هذا لم يمنعهم بل زادهم اصرارا،،الجولة الثالثة بالفعل دخل التظاهرات مندسون ومخربون يحاولون تشويه سمعة التظاهرات والمتظاهرين فأصبح هناك من يستخدم السلاح ضد القوات الامنية وأخر يحرق المحال وبعض المنازل في محاولة لإيصال رسالة ضد المتظاهرين مفادها شاهدوا المخربين لبلدهم..الاحداث تراوح مكانها حتى اللحظة المتظاهرون مستمرون والمندسون يحاولون جاهدين التخريب اما الحكومة فتحاول ان تقدم اصلاحات لكنها مسمومة بفساد ولعب على السطور في محاولة لكسب الوقت عسى ولعل ان يتعب او يمل المحتجون ويعودون الى منازلهم،، اما الاكراد في كردستان فيقفون موقف المتفرج مؤكدين تضامنهم مع الحكومة ورفضهم لاي تعديل دستوري، فالتعديل بالدستور سيضر كثيرا بمصالحهم .. والمحاصصة الطائفية تروق لهم..