بقلم: ﭽاكلين جرجس
نتذكر و نحن نحتفل فى أخر شهر يونيو من كل عام بذكرى ثورة الشعب التى اندفع فيها كالسيل الجارف ليمحى الإخوان و جماعتهم من تاريخ مصر فتعالت الهتافات وأصوات الثوار رجت الميادين وارتفع صوت الشعب الثائر الذى لن يستطيع أحد أن يسكته مرة أخرى بعدما عاشوا سنة هى الأسوء من عمرهم سنة استباحت فيها جماعة المرشد دماء المصريين و حقوقهم نشروا الفتن الطائفية بين جد الوطن الواحد حرقوا و دمروا دور العبادة قتلوا المسلمين فى الجوامع و المسيحيين فى الكنائس قرر الشعب لفظهم بعدما تأكدهم من إنحيازهم لمشروع أخونة الدولة و ليس مصلحة البلاد و العباد ،وحد المصريون صفوفهم كانوا على قلب رجل واحد هتفوا بصوت واحد .. قولوا للحاكم جوه القصر.. انتو عصابة بتسرق مصر .. ولما يبقى الدم رخيص.. يسقط يسقط أى رئيس.. دم ولادنا للحرية.. مش لعصابة إخوانجية … فانطلقت المظاهرات فى جميع ربوع مصر دون توقف، وذلك حتى يوم الخلاص المشهود فى التاريخ المصري وهو 3 يوليو 2013.
و أخيرًا تحققت اللحظة الفارقة للشعب المصري في تحقيق حلمه بعد إعلان الجيش المصري تأييد مطالب الشارع والانحياز لها، وبعد مرور مهلة الـ 48 ساعة التى منحتها القوات المسلحة له للاستجابة لمطالب القوى السياسية، نستطيع أن نقول بكل ثقة أن 30 يونيو 2013 كانت نقلة نوعية في مستوى الوعى الجمعي لدى المواطن المصري، وتعاطيه الإيجابي مع ما يحيق بالدولة من مخاطر تهدد هويتها، وتهدد الدعائم التي قامت عليها لأكثر من 7 ألاف عام من الحضارة والثقافة والفنون والتاريخ كانت ثورة مصرية خالصة استردت فيها مصر هويتها الوسطية المتسامحة ،و استردينا معها اخلاقيات المصرى الأصيل ،عاد بشكل أو بآخر الترابط و اللحمة و المحبة بعدما أيقننا أننا واحد ،محاولين نفض غبار الكره و التفرقة الذى تلوثنا به على مدار عام عادت ضحكة المصرين فى الشوارع أحتفالا بالأعياد سواء القبطية أو الإسلامية صمنا سويا و فطرنا معا و احتفلنا معا .
كانت الانجازات التى تمت لصالح الوطن دافع قوى للاستمرار و إتخاذ الاجراءات و القرارات الصعبة للخروج بمصر إلى بر الامان، من خلال رؤية “ مصر “ التى تعكس الخطة الاستراتيجية طويلة المدى للدولة لتحقيق مبادئ وأهداف التنمية المستدامة في كل المجالات، وتوطينها بأجهزة الدولة المصرية المختلفة، والتى تستند على مبادئ “ التنمية المستدامة الشاملة” و” التنمية الإقليمية المتوازنة “ ، على صعيد الأبعاد الثلاثة للتنمية المستدامة وهى: البعد الاقتصادي، والبعد الاجتماعي، والبعد البيئي.
كما اخذت مصر على عاتقها الارتقاء بجودة حياة المواطن المصري وتحسين مستوى معيشته في مختلف نواحي الحياة وذلك من خلال التأكيد على ترسيخ مبادئ العدالة والاندماج الاجتماعي ومشاركة كافة المواطنين في الحياة السياسية والاجتماعية وتعزيز الاستثمار في البشر وبناء قدراتهم الإبداعية من خلال الحث على زيادة المعرفة والابتكار والبحث العلمي في كافة المجالات، أيضًا مواجهة الآثار المترتبة على التغيرات المناخية من خلال وجود نظام بيئي متكامل ومستدام يعزز المرونة والقدرة على مواجهة المخاطر الطبيعية، كما تركز الرؤية على حوكمة مؤسسات الدولة والمجتمع من خلال الإصلاح الإداري وترسيخ الشفافية، ودعم نظم المتابعة والتقييم وتمكين الإدارات المحلية، وتأتي كل هذه الأهداف المرجوة في إطار ضمان السلام والأمن المصري وتعزيز الريادة المصرية إقليميًا ودوليًا ؛علينا دعم مؤسساتنا الوطنية لاستكمال مسيرة عملية التنمية ، مع التأكيد بأن بناء مصر الجديدة القوية يتطلب مزيد من التكاتف و العمل.