بقلم: رفاه السعد
أتابع يوميا وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي للإطلاع على أخر أخبار الانتخابات العراقية المرتقبة.. والتي من المقرر اجراؤها في ١٢ من مايو القادم
في الواقع لم اجد سوى تسقيط سياسي وابتزاز وفضائح والجديد في هذه الانتخابات الطعن بالشرف والأخلاق من اجل تسقيط الطرف الآخر
المرأة في هذه الانتخابات نالت النصيب الاكبر في عملية التسقيط السياسي الممنهج للحملات الدعائية في خطورة تكمن في تشويه صورة المرأة العراقية..
ما يتم تداوله حاليا قضية المرشحة عن قائمة ائتلاف النصر التي يتزعمها رئيس الوزراء حيدر العبادي ..انتظار الشمري حيث انتشر مقطع فيديو فاضح ومخل بالاداب قيل إنها بطلته، تظهر فيه امرأة مع رجل أعمال في دبي..وبعد تدوال هذا الفيديو الذي انتشر بسرعة البرق، بدأت تظهر تداعياته ..رغم إن المرشحة ظهرت شخصيا على شاشة التلفزة ونفت الخبر موضحة أن الفيديو مفبرك وهناك اهداف وراءه….وتم إبعادها من الجامعة التي تعمل فيها بالعاصمة بغداد…اما مفوضية الانتخابات فأتخذت قرار باستبعدها من الانتخابات وفقا لما تم نشره على مواقع عراقية فيما تباينت ردود فعل الشارع العراقي بشأن الحادثة خاصة وأن الدكتورة الشمري نفتها وقالت إنها مفبركة، ودعت المجتمع العراقي إلى “عدم تصديقها” لان المقطع المصور صمم خصيصا لتشويه صورتها وابعادها عن الانتخابات من قبل مرشحين اخرين على حد قولها ..الشمري لم تكن الاولى سبقتها بأيام المرشحة حلا قاسم التي خلقت زوبعة كبيرة ايضا..في بداية الامر بدء الحديث عن جمالها وتفاصيلها ثم انتشرت لها صور فاضحة ايضا على مواقع التواصل الاجتماعي ونفت حلا الموضوع جملة وتفصيلا وقالت إن هذه الصور «فوتو شوب» ..وان الخبر عاري عن الصحة ومن نفذ العمل هم جيوش الكترونية مدفوعة الثمن من قبل احزاب..
اما المرشحة هدباء الحسناوي ففي اليوم الذي بدأت فيه الحملات الدعائية للمرشحين ظهر فيديو لشاب وهو يقبل صور هدباء الحسناوي ويغازلها لتتحول القضية إلى فصل عشائري بين عشيرة المرشحة والشاب الذي اقبل على التحرش بصورة المرشحة هدباء الفصل وصلت قيمته 100 مليون دينار عراقي …
التنافس في الانتخابات العراقية خلال هذه الدورة بلغ حداً غير مسبوق في التسقيط السياسي الذي وصل لمستوى الطعن بالوطنية والشرف والأعراض..وقد تجاوز المرشحون هذه المرة الخطوط الحمراء..ناهيك عن التسقيط السياسي بين الاحزاب والكتل الكبيرة التي بدأت بنشر وثائق وملفات فساد ضد بعضها البعض ..والمفارقة بالموضوع ان القوى السياسية المشاركة بالانتخابات وقعت على ميثاق يدعى «ميثاق الشرف الانتخابي»..الذي لم يطبق حتى بل كان حبرا على ورق..
في هذه الدورة الانتخابية ظهرت ايضا حملة اتلاف وتمزيق اللافتات الانتخابية في شوارع بغداد والمحافظات.. ينفذها شباب ومراهقون مدفوع لهم من كتل ضد اخرى ..لم يظهر في هذه الحملات الدعائية سوى التسقيط والتشهير والفضائح.. وانشغل المرشحون بالتسقيط بدلا من الاعلان عن برنامجهم الانتخابي وماهي الاهداف التي يطمح كل مرشح تحقيقها لمصلحة الشعب ..سوى حديث عن عبور الطائفية ومحاربة «الفساد»
وقبل ان انهي الحديث عن التسقيط اذكر انه في هذه الانتخابات يتنافس أكثر من 7370 مرشحا يمثلون 320 حزبا وائتلافا وقائمة للحصول على مقاعد من ضمن مقاعد البرلمان الـ329…ومع ارتفاع اعداد المرشحين يهبط مستوى الحملات الانتخابية التي تخطت حتى الجوانب الشخصية والأخلاقية.