بقلم: خالد بنيصغي
لا زالت حكومة الجزائر مستمرة في افتراءاتها المكشوفة تجاه المملكة المغربية ، وهي لا تخجل أبدا من نفسها عندما تمارس هذا الشكل من الكذب الواضح الذي لا يجلب لها إلا السخرية والاستهزاء من جل دول العالم ، ومن بين ما يردده إعلام الجزائر باستمرار أن بلاده صبرت طويلا على إيذاء المغرب لها ، ونحن نسجل باستغراب هذا الادعاء الذي لن يكون إلا سببا واضحا لجلب كل أنواح السخرية والغبن للجزائر ، ونحن نطرح السؤال الطبيعي : على أي شيء صبرت الجزائر ؟؟ وكيف للمغرب أن يؤذي هذا البلد الذي ساعده كما يشهد التاريخ على استقلاله من الاستعمار الفرنسي ؟؟ ولكن لنستعرض نحن بالحجج الدامغة كيف ابتُلِيَ المغرب بجار سوء يحمل له ما يكفي من الحقد والحسد والضغينة بسبب وبدون سبب ..
. المشكل الأساسي في النزاع هو الصحراء المغربية ، وهو نزاع مفتعل من الجزائر ، بدليل أنك عندما تسأل “ قصر المرادية “ عن سبب ذلك ، وإن كانت لديهم مصلحة في الصحراء ؟؟ فإنهم يجيبون دائما أنْ لا مصلحة لديهم في ذلك سوى إنصاف الشعوب المظلومة كما يدعون في إشارة إلى “ البوليساريو “ ونحن نجيب بكثير من الدهشة والسخرية أيضا إن كانت حقا الجزائر هي من تدعي نصرة الشعوب واحترام حقوق الإنسان ؟؟ وهي التي قتلت باعتراف حكومي رسمي أزيد من 200 ألف من المدنيين الجزائريين العُزَّل في العشرية السوداء في تسعينيات القرن الماضي .
. وكيف للجزائر أن تحترم حقوق الإنسان وهي الدولة العسكرية التي يحكم جنرالاتها قبضتهم بيد من حديد ويحكمون الشعب الجزائري الطيب بشتى أنواع العنف والقهر في دولة منتجة للغاز والنفط ؟؟ في حين يخدم الجزائريون غيرهم في الدول الصناعية والغنية في باقي دول العالم ، ولو كف لصوصهم أيديهم بقوة القانون عن هذا الفساد المالي ونهب ثروات البلاد لأصبح الجزائريون هم من يُهَاجَرُ إليهم من يخدمهم ..
. ما يقرب نصف قرن من الزمن والجزائر ترد إحسان المغرب إليها بكل هذا الحقد وهذه الضغينة ، لكن يبدو أنها بدأت تتعب لذلك أصيبت بالسُّعار ، وهذا أمر طبيعي أمام صدماتها القوية التي تأتيها من المغرب الذي سبقها في كل شيء وبدون غاز أو نفط ، ونذكر بعضاً من هذه الأمثلة الملفتة حقا في موضوعنا هذا ، كأن نُذَكِّر الجزائر وأعداء وحدتنا الترابية أن المغرب منذ أن قام بالمسيرة الخضراء وهو في صحرائه والصحراء في مغربها ، والمغرب أيضا لا يقارَن بالجزائر في شتى المجالات نذكر منها الميدان السياحي الذي يفوق فيه عدد السياح 17 مليون سائح كل سنة ، فيما الجارة الجزائر لم تتعد المليون سائح ، لأن المغرب يعمل ويجتهد ويطور ذاته باستمرار ، وفي السنة الماضية احتل مطار مراكش المرتبة العاشرة عالميا من بين أجمل مطارات العالم ، فيما لم يذكر التصنيف أيّاً من مطارات الجزائر ؟؟
تفوُّق المغرب يأتي في جل الميادين والقطاعات ، في الإنتاج الفلاحي والصناعي وحتى في المجال الرياضي ، فالبنية التحتية للمغرب تسبق الجزائر بعشرات السنين ، ويكفي أن نضرب مثلا لا يقبل الجدل إطلاقاً ، حيث رخصت هيئة الاتحاد الإفريقي ( كاف ) من أجل إجراء المباريات الدولية 7 ملاعب صالحة للعب وبمواصفات دولية للمغرب ، فيما لم ترخص للجزائر سوى ملعبيْن اثنيْن فقط ، يحدث هذا في بلد الغاز والنفط ، دون أن تخجل حكومة الجزائر وإعلامُها المسخَّر منها من التباهي كالقط ينتفخ ويظن نفسه أسداً ؟؟ وتدعي أنها قوة ضاربة ، فيما واقع حالها أنها تثير العطف والشفقة ..
لكل ما ذكرنا أو لم نذكر فالفرق شاسع بيْن ملكية مغربية متجذرة في التاريخ بتجارب إنسانية واقتصادية واجتماعية ناجحة ، وشرذمة من حكام العسكر الذين لا يجيدون إلا العنف والقهر لشعوبهم ، وهم يبيعون لهم الوهم والمحال والخيال .. فعلى أي شيء ستصبر الجزائر للمغرب ؟؟ وكيف للمغرب أن يفكر في أي مكروه للجزائر وهو متفوق عليها في جل المجالات ؟؟ .. دام المغرب نقيّاً قويّاً عزيزاً ، ودامت الصحراء للمغاربة مسألة وجود وليس فقط مسألة حدود ..
ودمتم بود ..