بقلم: عادل عطية
من الجانب الآخر من بداية الزمن، يأتي!
يرافقنا كظلنا، ونتعامل معه كل يوم!
ولكننا لا نسنطيع إجابة السؤال عن ماهيّته؛ لأنه أصعب مما نستطيع إدراكه!
أنه الوقت، اللغز المستمر، الذي لا يُسبر غوره!
لقد أمسكنا به، منذ كان ظلاً لعصا زُرعت في الأرض، وحتى تقييده فيما يعرف بالساعات!
في علم الزمن، الساعات، أجهزة ذات قدرة محدودة، وان كانت تقوم بإبلاغنا مواعيد النوم، والاستيقاظ، وتحدد المدة التي يستغرقها انجاز عمل ما، وترشدنا إلى متى ـ وربما كيف كذلك ـ نتصرف!
الوقت، هو الشيء الوحيد المشترك بيننا على اختلاف أعراقنا، وأجناسنا، وأعمارنا، يوزع على كل منا ـ بكل حياديّة ـ، أربع وعشرون ساعة، ويتركنا ليكتب كل واحد منا قصة حياته في كل دقيقة، ومن خلال ساعة الزمن الخاصة بنا، نعود إلى الماضي بالذكريات، ونعيش المستقبل من خلال أحلامنا، وتوقعاتنا!
البعض لا يعي قيمة الوقت، وأن كل الاسهم المنظورة التي تشير إليه، تذهب في اتجاه واحد، ولا يمكن أن نعكسه، بإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، من أجل محو اخطاء ارتكبناها، أو لنعود أطفالاً بحكمة البالغين، أو للتحدث إلى أحباء رحلوا!
والبعض يعرف قيمته، ولكنه يخاف منه. لأنه لا يعرف أن الوقت هو نفسه في كل لحظة، صديقاً لنا، لا يخرج أحدأً من حساباته، إننا نتخيل فقط انه يفعل. ويمكننا أن نضيف: أن أوان البدء لا يفوت أبداً، وان عقارب الزمن، قد تتباطأ إذا ما عرفنا كيف نواجه أمور حياتنا كل يوم!
والبعض، مع انه يشكو من أن الأيام قليلة، إلا انهم يتصرفون كما لو انها بلا نهاية!
والبعض مشغول به، لدرجة أن محاولتهم للعثور على وقت تبدو وكأنها في اعتقادهم، مثل الجري وراء أقواس القزح، فما من سؤال يتم طرحه بشكل أكثر تكراراً من السؤال: “أين ذهب الوقت؟”!
والوقت لم يذهب إلى أي مكان ـ كما يوحي السؤال ـ، وانما هو يتحرك بسرعته الطبيعية، بينما ندرك نحن بألم، أننا ننجز أقل كثيراً مما يجب انجازه!
،…،…،…
امتلكوا اليد العليا على الزمن، وتحرّقوا على الوقت المهدور بالانتظار؛ فعلى الرغم من أن الفرصة قد تأتي إلى بابنا أكثر من مرة واحدة، فإنها نادراً ما تجلس لفترة طويلة عند عتبة الباب في إنتظارنا!
لقد أضفينا، نحن البشر، على الوقت من ذواتنا ما جعله يأخذ معنى متفرداً به. اننا نسيّر حياتنا تبع أرقام مثبتة على ساعات خلقناها نحن بأنفسنا؛ لذلك فما نزال في المطلق، أسياداً في طريقة استخدام الوقت، وتأثيره في حياتنا!
ان الوقت أكثر من أي شيء آخر، ما نصنعه منه!…