بقلم المهندس: هيثم السباعي
بعد أقل من عقدين من الزمن بالكتابة في صحيفة الرسالة الغراء هذه، قررت أن أتوقف ليس لأسباب أخرى سوى قراري بالتقاعد من أي التزامات أدبية أو معنوية تجاهها وتجاه السيدات والسادة القراء الذين تابعوا ما أكتب، سواء تفضلوا بالموافقة على رأيي أو اختلفوا معه، فالإختلاف لايفسد للود قضية، بل هو ظاهرة صحية ، نحن بحاجة إليها في عالمنا العربي.
لابد لي بهذه المناسبة من توجيه شكري وتقديري واحترامي للقائمين على هذه الصحيفة وخاصة السيد رئيس مجلس إدارتها ورئيس تحريرها الأستاذ فريد زمكحل لسببين. الأول أنه شجعني على الكتابة بعد أول لقاء أو لقاءين معه بمناسبة إجتماعية رغم أنني لست صحفياً ولا أمتلك مثل هذه الموهبة أو الخلفية ولكنه كان على قناعة بأن لدي ما أقوله. السبب الثاني أنه، رغم اختلافنا بوجهات النظر في بعض الأحيان إلا أنه كان يقبل كل ما أكتب ولا أذكر أنه قام ولو لمرة واحدة بتعديل أو شطب كلمة أو جملة أو رفض نشر أي موضوع تطرقت له. وقد قبل مشكورا في آخر المطاف اعتذاري عن الكتابة.
المتابعون يعلمون أنني خلال العقدين المنصرمين ناقشت مواضيع عديدة سياسية وإقتصادية وتاريخية وإجتماعية، تطرقت جميعها بشكل أو بآخر إلى همومنا وهموم بلادنا في الوطن العربي، وعلاقاتها الشائكة مع الدول الأخرى.
حاولت دائماً في كتاباتي تبني الإعتدال بالتطرق لأي موضوع لأن هدفي الرئيسي من الكتابة كان التوعية ولفت النظر إلى مايدور حولنا. كنت أتجنب ولا أزال إثارة أي جهة على اختلاف مع وجهات نظري. لأنني كنت أدعو إلى الإلتزام بأدب الحوار وقبول الرأي الآخر. وهذا ما نفتقده بكل أسف في عالمنا العربي. لأننا ننقل الحوار إلى العلاقة الشخصية مباشرة والمخالف لرأينا ننظر إليه على أنه عدونا، وكنت أرجع دائماً أسباب ذلك إلى الموروث الثقافي الذي لم نستطع الخروج من عباءته حتى اليوم، رغم تطور الأمم الأخرى التي تخلصت من العصور الوسطى التي نعاني منها حالياً في كافة البلاد العربية.
بنهاية هذه الكلمة القصيرة، أتقدم إليكم جميعاً كتاباً ومحررين ومراسلين وقراء بالشكر الجزيل وبأخلص التمنيات بالنجاح والتوفيق وموفور الصحة والسعادة.