بقلم: خالد بنيصغي
أرى لزاماً علي منذ البداية أن أعلن للقارئ أنني لست من المتحاملين على المطرب سعد المجرد ولا على غيره ، لكنني أود أن أضع مشكل هذا الفنان في إطاره الأخلاقي قبل رد القضاء الفرنسي ببراءته أو إدانته ..
في الحقيقة لا أجد أي مبرر لتضامن بعض أو أغلب المغاربة مع قضية سعد المجرد بالرغم من تورطه أخلاقيّاً على الأقل في هذه القضية ، وأتساءل باستغراب عن الأسس التي اعتمدها هؤلاء من أجل الدفاع عنه أخلاقيا بإطلاق تصريحات تكاد تُجْمِع على أنه ذا أخلاق عالية ، يقولون هذا بعد تنظيم مظاهرات ووقفات أمام السفارة الفرنسية بالمغرب وحتى في فرنسا وبعض دول العالم ؟؟ وهذا لا يمثلُ الحقيقة على الأقل من الناحية الشكلية ،
فقد ثبت على لسان محاميه أنه كان يسهر في حانة ليْلِيًّة ، حيث التقى بالفتاة التي اتّهَمَتْه فيما بعد بالاغتصاب والتعنيف ، وثبت أيضاً أنها رافقته – عن طواعية – إلى الفندق وقضت معه الليلة أو بعضا منها ،
بمعنى أوضح أن الأمر هنا يتعلق باختلاء بامرأة – بغض النظر إن كان هناك زنا أم لا – وهو أمر مُحَرَّم شرعاً على سعد المسلم وعلى كل المسلمين في كل زمان ومكان .. وأيضا هذه التهم تصل في القضاء الفرنسي إن ثبتت إلى مدة سجن تصل إلى 30 سنة وأقلها إن ثبت بعضها 5 سنوات ..
ومع أنه تم وضع شريط فيديو لسعد وهو يصلي في منزله بصوت جميل مرتفع في صلاة يبدو أنها جهرية ، مما يجعل مسألة أنه على أخلاق عالية وبدون شك – بسهره في الحانات وارتكابه المحرمات الكبيرات – يجعل ذلك أمرا غير مقبول على الإطلاق ..
ليس قسوة منا وإنما نرجو أن يكون هذا المشكل درساً هامّاً لسعد المجرد سواء ثبتت براءته مما وُجِّهَ له من اتهامات – وهذا ما نرجوه من أعماق قلوبنا – أو ثبت العكس – لا قدَّر الله – لأنه في الحالتيْن معا سيكون لهذا الفنان فضل كبير من الله تعالى ، بشرط أن يتوب توبة نصوحاً إن شاء الله .. فلا أحد قادر أن يزكي نفسه ، وكلنا خطاؤون وأصحاب ذنوب ، وخير الخطائين التوابون .. ” وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شرٌّ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ”
نرجو أن تمر هذه المحنة على المغربي سعد المجرد بسلام وتكون العبرة منها أن يعود تائبا آيبا لله عز وجل متخلقاً بأخلاق الإسلام التي ترفع من شأن الإنسان إلى أعلى الدرجات .. وكفانا من النفاق الاجتماعي وإخفاء الحقائق .. ودمتم بود .