بقلم: كلودين كرمة
منذ عدة سنوات والشعب يصرخ ..ويستغيث..فهل من مستجاب..هل هناك من يسمع…هل هناك حتى من يهتم؟ ؟
الصرخة الأولى من حقنا أن نتنفس هواء نظيف… ولكن إلى الآن تسير العربات وثاني اكيد الكربون ينتشر فى الهواء ويسبب الكثير من الأمراض وكذلك حرق الكاوتش وقش الأرز…وليس هناك من يهتم!!
فوزارة البيئة لا تهتم بالبيئة إلا عند إقامة مشروع جديد فتظهر حينئذ القوانين و الممنوعات والعقبات التى من شأنها أن تستنزف أموال المستثمر وطاقته وتحمله الكثير من الهموم وتكبده الكثير من الخسائر.
الصرخة الثانية: من حقنا أن نمشي فى شوارع ممهدة ونظيفة وعلى ارصفة يراعي فى علوها الأطفال والمرضى حتى لا يضطرون إلى السير وسط السيارات…ولكن من يهتم؟ ؟..
الصرخة الثالث: من حقنا أن نعالج فى أماكن نظيفة وليس في أماكن ينفر منها الحيوانات..رائحة كريهة ..قاذورات.. أدوات غير معقمة
أطباء غير ماهرين…معاملة سيئة وتمريض فاشل…أضف إلى ذلك عدم توافر الدواء وغلاء الأسعار.
الصرخة الرابعة: من حقنا أن ننال قسط من التعليم…ومازال هناك شريحة عريضة من المجتمع تعانى من الجهل.
أما بالنسبة إلى نظام التعليم فهو باطل لأن من يضع خطة التعليم ومن يساعده ومن نرى أسمائهم على الكتب هم للأسف يفتخرون بذلك ، فإنهم لا يجيدون اختيار الموضوعات المناسبة للسن العقلى للتلاميذ ولا يجيدون توزيع المناهج فيها فالمُعلم الذى بذل مجهود مضاعف حتى يتمكن من توصيل المعلومة إلى من يتلقاها…ولا يستطيع أن يتأكد إذا كانت المعلومة قد تم استيعابها أم لا، لان وراءه عصى غليظ تسمى لجنة المتابعة والإشراف..فمسئولية المعلم الأولى هى أن يسابق الزمن لا ان يهتم بتأكيد المعلومة و شرحها باستفاضة حتى يستفيد التلميذ استفادة حقيقية.. فا للأسف انهم يعتبرون الطالب وكأنه جهاز حاسب آلى عليه أن يحفظ ويحسب و يجيب الأسئلة بشكل مباشر بمجرد الضغط على الزر..وليس من حقه أن يتعطل. وإلا
تنتظره أشد العقوبات والسب وأحيانا الضرب..وأيضا نفس رد الفعل فنحن فى وادى والمسئولين فى وادى آخر بعيداً عنا فلا يسمعون ولا يعون.
الصرخة الخامسة: الكارثة الكبري إذا توجهنا إلى أى جهة حكومية لاستيفاء بعض الأوراق المطلوبة لإتمام إجراءات المعاش أو الميراث أو التأمينات أو التعويضات..افا تصدقون أن هذه الإجراءات ، بدون مبالغة، تستغرق من ثلاثة أشهر إلى ثلاثة سنوات…مع الأخذ فى الاعتبار أن من يسعى إلى هذه الجهات يكون فى اشد الحاجة إلى المال وفى أسرع وقت… ولكن من يهتم.!؟
الصرخة السادسة: المأساة اليومية..المواصلات..فهى تهين كرامة الإنسان..سواء من عدم الاهتمام بنظافتها أو من سوء المعاملة التى قد تصل إلى حد الشجار..أو من الازدحام الذى يكاد يؤدى إلى الاختناق..
الصرخة السابعة:غلاء الأسعار بنسبة مائة بالمائة..! حتى ما يخص الأطفال من طعام أو حلويات ..وكذلك مستلزمات المرضى من أجهزة أو أدوية..وأحيانا يكتفى منتج بعينه..أو دواء بعينه حتى يحدد سعره الجديد..وليذهب إلى الجيم المحتاج والفقير والمريض.!!
الصرخة الثامنة: الإهتمام فى تنفيذ القانون على وجه السرعة ولكن لا لنصرة المظلوم أو المضطرب أو من جار عليه الناس والزمن ..ولكن للأسف ..تكون فى تحرير المخالفات أو تحصيل الضرائب أو لتشويه سمعة شخصية مرموقة والله اعلم بالنيات…
الصرخة التاسعة: عدم الاهتمام بالشكاوى الكثيرة لطبقات الشعب الكادحة وإهمال المسئولين لصوت الملايين وكأنهم يعيشون فى كوكب آخر…وواقع آخر..فهم ينعمون بالسيارات الفاخرة ..والسكن المميز وشوارعهم تزين بأجمل الأشجار والإزهار ولا يعانون بالتأكيد من أوقات الذروة لأن هناك إجراءات أمنية تستدعى أن تعطل حركة المرور حتى يمروا بسلام ..ولكن ماذا عن الطبيب و عربات الإسعاف أو من سيتعرض للعقوبة نتيجة التأخير عن عمله أو عن مسافر قد يتعطل عن رحلته…فهذا آخر اهتماماتهم..:
الصرخة العاشرة: انتشار الأكاذيب فى الصحف والمجلات وحتى فى برامج التلفاز ..والتى من شأنها أن تقلب المدينة رأسا على عقب ..أو تكون سبب فى إثارة الغضب أو البرامج التى تبث وتنشر روح البغض والكراهية والحقد والانتقام والأذى بين الأفراد والتى من شأنها أيضا أن تخلق الأحزاب المتناحرة.. وتضيع روح التعاون والمحبة والإخاء والمساواة.. ويتحمل كل إنسان ماهو لغيره ويتعامل الناس بمبدأ الأنانية والمصلحة الشخصية على حساب الأخر..
وتشير أيضا إلى مستوى الانحطاط فى بعض الأعمال الفنية من منظار أو ألفاظ أو سلوكيات…
ويزيد الأمر سوءا الإعلانات .. فالكثير منها يلجأ فى الترويج إلى أسلوب رخيص..لا يتماشى مع القيم أو الأخلاق..
وناهيك عن الأغانى.. وداعاً للكلمات المستوحاة من الفكر الراقي والمشاعر النبيلة والتى كانت عند سماعها تمس الوجدان وتجعله يرسم أجمل الصور فى خياله وترتقى بإحساسه وفكره.