لم يقلقني ما يحدث في سوريا بقدر ما أقلقني ما يحدث في العراق، حتى وإن كان المشهد متشابهاً إلى حد كبير مع ما حدث ومازال يحدث في سوريا من حيث القتل والفتك والتدمير.
خاصة والمشهد السوري يستند في المقام الأول إلى دولة مؤسسات ورئيس له ظهير شعبي قوي يستند إلى قوى دولية اثبتت كل مواقفها السياسية انحيازها للعدل والحق واحترام القانون الدولي المنظم للعلاقات الدولية بين الدول والشعوب، بينما تستند القوى السياسية الحاكمة في العراق على نظام سياسي لا يحظى باجماع كافة القوى السياسية الكبرى في العراق ولا يستند على مؤسسات قوية قادرة ومنظمة بالشكل المطلوب لإدارة شئون البلاد والعباد بصورة حيادية ومتوازنه إلى أبعد الحدود.
بالإضافة لافتقادها للسند الشعبي المناسب نظير تعاونها الوثيق مع الولايات المتحدة الأمريكية التي فقدت مصداقيتها في الشارع العربي وبكل تأكيد في الشارع العراقي نتاج تخبطها السياسي ومعالجتها الفاشلة لكل قضايا المنطقة التي تظهر تجاهها غير ما تبطن من نوايا تآمرية لتقسيم المقَّسم وبث روح الفرقة والتنافر والصراع بين ابناء الشعب الواحد لو أمكن وبين دول وشعوب المنطقة لو أمكن، بهدف إضعاف الجميع وخلق كيانات صغيرة لا تشكل أي تهديداً لأمن اسرائيل ويمكن لاسرائيل أن تتحكم بها وتسيطر عليها بصورة كاملة استعداداً للاعلان عن دولة اسرائيل الكبرى سنة 2017 بمناسبة مرور 100 سنة على وجودها في المنطقة. حتى وإن تحقق ذلك على حساب أرواح وأمن شعب العراق وسوريا ومصر وتونس وليبيا واليمن والسودان، وهو ما يعني في النهاية بأن الولايات المتحدة الأمريكية لم تكن تسعى لنشر الديمقراطية وتثبيت أركانها في المنطقة بقدر ما كانت تسعى وتعمل على تفتيت دول وشعوب المنطقة من خلال اتباع وتنفيذ سياسة «الفوضى الخلاقة» مع معرفتها المسبقة بأن الفوضى لا تخلق سوى الفوضى الهدامة في عرفها الحقيقي والخلاقة في نهجها السياسي لكيانات فوضوية في حالة صراع دائم فيما بينها يمكن استمالتها والسيطرة عليها وعلى غيرها بالمال والسلاح وجهاد النكاح.
وأعتقد بأنه قد آن الآوان لأن تعمل وتتعاون كل الدول المحبة للعدل والسلام للوقوف في وجه هذا المخطط الشيطاني الكبير لافشاله والقضاء عليه تماما بمعاونة مصر وسوريا لاستعادة العراق الواحد الموحد والمجهز للقيام بدوره الاقليمي القوي مرة أخرى مع مصر وسوريا الركيزة الرئيسية للاستقرار والأمن في المنطقة والعالم .. والله مجيب سميع!!
بقلم رئيس التحرير : فريد زمكحل