بقلم : أمال مظهر
• كتبت لها الحياة بعد حرب كونية ثانية لعامها الأول بولادتها لتكون شاهدة على نتائج وصور لحرب مأساوية بين دول العالم، لم توفر آلات الحرب تدمير البلاد وتشريد الآلاف من البشر بأساطيلها البحرية وقنابلها النووية (هوريشيما ونيكازاكي) ليسود قرار الأمم في وقف الحرب عام ١٩٤٥. كان عمر سلمى السنتين تقريبا وحالة العائلة المادية ضعيفة (على قد الحال ) كانت تداعيات الحرب قاسية مريرة على الشعوب ولقمة العيش مغمسة بالدم، الجارة تهتم برعاية الأطفال والوالدين يتوجهوا الى الصحراء لجمع الزيتون ليعودا في المساء منهكين بعد يوم طويل، خرج الإخوة خارج الدار ليلعبوا تبعتهم الطفلة الصغيرة والأم منهمكة في تجهيز الغذاء ، بعد دقائق سمعت الأم صراخ الطفلة وشقيقها يهرول هاربا من وجه الوالدة والطفلة سلمى فاقدة الوعي اثر اصابتها بطلق ناري من مسدس صغير (غدارة ) اصابت الطفلة في رجلها اليمني والدماء تسيل بغزارة من فخذها، حملتها الوالدة مهرولة الى أقرب عيادة دكتور وإسعافها ووقف النزيف الدموي.
• عادت الوالدة وطفلتها الى الدار واعدة في معاقبة ولدها أمير على تصرفه (الطفولي) الذي كان قد أدى الى قتل غير معتمد لأخته سلمى الوحيدة للعائلة ، في المساء بعد عودة الوالد من عمله منهكا بعد يوم عمل مرهق ينادي طفلته سلمى والتي كانت تتسابق لحضن والدها بعد عودته من عمله ، مبررة غيابها بالراحة نامت باكراً ، بعد تناول العائلة العشاء تقدمت الوالدة من ابو أمير بهدوء شاكية وشرح القصة التي حدثت للطفلة سلمى من جراء إصابتها اثناء وجودها بقرب شقيقها بالخارج وامير تناول المسدس خلسة من الخزانة دون علم الوالدة بغرض اللعب به دون أي قصد وإدراك فعلته ، بعد ذلك كانت عقوبة أمير قاسية وحرمانه من مصروفه الرمزي وظروف الفقر في حرب مؤلمة أفقرت الشعوب .
• أسبوع وغياب أمير حالة عصيبة للعائلة والأم حزينة على غياب أمير، والوالدة ترجو الوالد مسامحته والاعتذار من الوالد لعدم تكرار فعلته ولعودته الى الدار والمسامح كريم. معتذرا بعدم تكرار مسكه اَي شيء يخص والده، تحسنت الطفلة سلمى وعادت لحيويتها الطفولية وعادت الفرحة للعائلة.
• كانت جيوش الحرب منتشرة في البلاد كان الوالد يتردد على العساكر ويجمع البدل العسكرية لتغسلها ام أمير لتحسين الوضع المادي للعائلة وتأمين مصاريف معالجة سلمى قبل فوات الأوان.
• كانت دول الشرق الأوسط لها حصتها بالمشاركة ببحارها وأراضيها سوى انها صلة وصل بين الشرق والغرب والعالم تحت وطأة الخراب والدمار. كانت سلمى الطفلة السابعة سلمت وتربت بين اخوتها الثلاثة طفلة جميلة وحركاتها التي تثير عواطف من حولها بحركاتها الطفولية كلعبة بين يديهم ، كان الإخوة يلعبون معها برفق وحنان بعد الحادثة وكأن شيئاً لم يكن ، لكن سلمى كانت تشكو من الم ورجلها بدى عليها الاحمرار مما دعا مراجعة الطبيب لبيان الرأي ، بعد مراجعة الطبيب أشار على الوالدين بتحويلها الى المشفى لتصوير شعاعي لرجلها المصابة ، التقرير الشعاعي وجود كرات صغيرة وهي سبب المها وتحتاج الى عمل جراحي وهنا خيم على الوالدين الحزن والحيرة من ضيق الحال وألم الطفلة الدائم ، بعد تأمين المبلغ لإجراء عمل جراحي ينهي المها ، هذا الأسبوع موعد العمل الجراحي توجهوا الى المشفى بالموعد المحدد ، دخلت الطفلة الى غرفة العمليات غابت ساعة زمن وتم نقلها للغرفة بعد إنعاشها وبسمة الملائكة مرسومة على ثغرها الطفولي .
• وصل الطبيب وبين يديه وعاء شفاف بداخله (حبوب صغيرة) شارحا مصدرها ونوعيتها قائلا انها (خردق) كانت منتشرة في فخذها بعد اصابتها بطلق ناري، الغدارة وحشوها في الخردق والبارود مع قطعة قماش هذا السلاح البدائي. في اليوم التالي خرجت سلمى من المشفى بعودتها الى البيت مع رعايتها مع ازالة المسبب للألم، تحسنت سلمى وعادت لها البسمة والعائلة تتسابق الى تأمين لقمة العيش لفقر وجهد وعمل ليلا في غسيل الملابس ونهارا في جمع حواصل الزيتون وما كتبه الله للعائلة.