بقلم : خالد بنيصغي
كنتُ ولا زلتُ أسأل نفسي إن كان لابد أن تكسب الملايين دون أن تقدم أي نتيجة إيجابية ، وهل أصبح من الضروري أن تتدخل المحاكم الدولية من أجل إنصاف هؤلاء الذين جاؤوا بنتائج كارثية ويطالبون بالملايين ؟؟ وهل حقّاً لازال الكثير من المسؤولين والمُسَيِّرين ساذجين لهذه الدرجة الكبيرة ؟؟ نحن هنا نتحدث عن أموال طائلة يجنيها بعض مدربي كرة القدم رغم النتائج الكارثية التي يجلبونها لفرقهم ؟؟؟
لنبدأ بهذا الخبر المستفز : “ فاخر يطالب حسنية أكادير بمليون دولار ؟؟ حيث
تلقى حسنية أكادير ، خطابًا رسميًا من محامي محمد فاخر المدرب السابق للفريق، الذي أقيل من منصبه قبل شهر، يطالب فيه بالحصول على مستحقاته المالية ، التي قدَّرها بأكثر من مليون دولار .. ؟؟؟ وتضمَّن خطاب فاخر، تهديدًا باللجوء إلى مختلف هيئات التحكيم الرياضي ما لم يمتثل الفريق لمطالبه ومنها هيئة التحكيم الرياضية في سويسرا “.
وكما يقول المثل : “ شر البلية ما يضحك “ ولعلمكم فقط فإن هذا المدرب الذي لم يعد يقدم في كرة القدم أي نفع يذكر لأي فريق مغربي في السنوات الماضية ، بل أصبحت نتائجه كارثية بكل المقاييس ، كان قد تقَدَّم بدعوى ضد الرجاء البيضاوي المغربي وصلت إلى المحكمة الدولية ( طاس ) ، لكن الأمر هنا يختلف مع الفريق السوسي “ حسنية أكادير “ حيث لم يمكث مع الفريق إلا مدة قصيرة جدا طبعها تحقيق نتائج كارثية ؟؟
فبماذا يطالب “ محمد فاخر “ ؟؟ وعن أي عمل يريد أن يتقاضى أزيد من مليون دولار ؟؟ فبغَضِّ النظر عن العقد الذي يربطه بالفريق الأكاديري ، ألا يستحيي هذا المدرب وهو يطالب بهذا التعويض الخيالي نظير نتائج كارثية ؟؟ ألم يسأل نفسه أن هذه المبالغ التي يطالب بها دون أي جهد هي أموال مشبوهة بشبهة الحرام ؟؟ أليس من الأجدر أن يبحث عن المال مقابل العمل كما هو معمول به في كل الأعراف والتقاليد والأخلاق في كل أنحاء العالم ؟؟
أقول لكل رؤساء الفرق المغربية والعربية كفى من البحث عن “ أسماء “ أشباه المدربين ، كفى من البحث عن تاريخ كان في الماضي لأي مدرب ، كفى من الرضوخ للمطالب الخيالية لأي مدرب كيفما كانت قيمته التسويقية ، كفى من إمضاء عقود بالملايين وتوريط فرق بل ومُدن بأكملها في أزمات مادية تخنق الجماهير وتهوي بالفريق في “ كناش “ التاريخ الأسود المظلم ؟؟ لماذا لا تكون هناك شروط تحمي الفريق والمدينة من مثل أن يُقَالَ المدرب غير مأسوف عليه بدون أي تعويض في حالة تحقيقه نتائج سلبية في الشهريْن أو الثلاثة أشهر الأولى ؟؟؟
لقد أكدت التجارب غير ما مرة أن مساعدي المدربين حققوا المعجزات مع فرقهم ، فمنهم من أنقذ فريقه من النزول إلى القسم الثاني من المجموعة الوطنية كما فعل مثلا “ بنحساين “ مع المغرب التطواني في الموسم الرياضي السابق ، بل إن زميله “ محمد المرابط “ استطاع أن يفوز مع اتحاد طنجة بلقب البطولة بعدما خلف المدرب “ بادو الزاكي “ الذي لم يحالفه الحظ في بداية الموسم مع الفريق الطنجي .. والقائمة تطول في هذا المجال ..
كما لا يفوتنا أن نطالب الاتحاد المغربي بحماية الفرق الوطنية من طغيان بعض المدربين الذين يبالغون في شروط العقد رغم أنه لم يعد لديهم ما يقدمون لكرة القدم الوطنية ، دون أن ننسى أن المسؤول الرئيسي عن هذه المشاكل كلها هم رؤساء الأندية الذين لا ينتبهون جيدا لشروط العقد ، كما أنهم يرضخون بشكل سلبي لشرط مستفز للغاية ، ويتمثل في قبول أداء جميع “ المستحقات “ لمدة العقد والتي غالبا ما تكون بين “ سنتيْن “ و “ ثلاث سنوات “ في حالة فسخ العقد من قِبَل الفريق ، وهو ما يجعل رئيس الفريق بيْن أمريْن أحلاهما مر : إما دفع المبلغ الضخم في ظرف وجيز ، وهذا غير ممكن على الإطلاق ، أو القبول بالمدرب جاثماً على قلوب الفريق والمسؤولين والجماهير … وهو ما يفرز إقالته واللجوء إلى المحاكم ؟؟ فعن أي ود وعن أي نفع رياضي يتحدث هؤلاء ؟؟ وتبقى الإشارة إلى أن هذا المشكل أصبح مسْتشرياً في الوسط الكروي المغربي بشكل لافت ، وهو ما لا يتناسب والمشهد الرياضي المغربي الذي يروم الوصول إلى العالمية في بطولته الاحترافية ؟؟ فهل من حل لهذه المعضلة يا ترى ؟؟